الإخبار بما سيقع في المستقبل

يوجد لدينا أشخاص يقال عنهم أناس صالحين، يزورهم الناس في بيوتهم؛ للتعرف على أشياء معينة، مثل أن يذهب إليه شخص فيقول له: أنت ناجح في دراستك!! أو إذا أراد إنسان أن يحفر بئراً يأتي به فيقول: احفر في هذا المكان!! وبالفعل يحفر ويخرج الماء، مع أنه حفر قبل ذلك ف

الإجابة

هؤلاء فيهم تفصيل، إن كانوا يدعون هذا من دون أسباب، فهؤلاء مخرفون، ومن جنس الكهنة، والمنجمين، والرمالين لا يصدقون ولا يسألون، وينكر عليهم ويجب على ولاة الأمور أن يستتيبوهم، وان يعاقبوا من فعل هذه الأمور؛ لأن هؤلاء ظاهرهم دعوى علم الغيب، ودعوى ما يعظمه عند الناس فيغرون الناس، ويشبهون عليهم أنهم عندهم معلومات غيبية، أما إذا كان أسباب ذلك واضحة، مثل إنسان يتعاطى علم مواضع الماء، وقد جرب، ويذهب إلى المحل ويشوف وينظر فيه، يتأمل أسباب من ما حوله من الأودية والأشجار والنباتات، ويقول هذا محل ماء، هذا لا بأس به، يعرف بالقرائن، لمعرفة الماء أسباب، كذلك إذا كان يقول له ناجح في دراستك إذا اختبره، وسأله عن مسائل، وظهر له من حاله أنه جيد، فقال: إن شاء الله أنك تنجح، إن شاء الله أنك تنجح هذا له وجه، أما أن يقوله بالغيب، وهو ما اختبره ولا عرف ما عنده هذا غلط، وهذا باطل وهذا دعوى باطلة،وهذه دعوى علم الغيب، الله الذي يعلم الغيب -سبحانه وتعالى-، لا يعلم سواه -جل وعلا-، فالمقصود أن هؤلاء يدعون علم الغيب ويتنبئون بأشياء من دون أسباب هؤلاء مخرفون ضلال يجب القضاء عليهم بالتأديب ومنعهم من هذا الأمر، إلا إنسان يتعاطى ذلك بأسبابه الشرعية، مثلما تقدم، يختبر الولد ويعرف قوته في الدراسة، وفي المتن الذي يقرأ فيه، والدرس الذي يقرأ فيه، يقول أنت إن شاء الله تنجح؛ لأنه ظهر له من النبوغ والحذق، أو إنسان ذهب إلى محل الماء إلى الأرض التي يحفر فيها ورأى تأمل مواضع الماء وما حولها من الجبال، وما حولها من الزروع، وما حولها من الأشجار، وظهر له أن المحل فيه ماء؛ لأنه قد جرب هذه الأمور وعرف أمرها، هؤلاء قد يصيبون كثيراً، وقد يغلطون ولا يصيبون، وهذا واقع، لكن هذا ممكن مثل ما ذكر ابن القيم وغيره من أهل العلم أن الماء له علامات. أما إنسان يدعي هكذا من دون أن يذهب، ومن دون أن يراجع هذا كذَّاب. جزاكم الله خيراً