حكم رثاء الميت وحكم من ارتاح لذلك

إنني أرتاح عندما يرثى أو يغني جماعة ما بأحد الموتى، وحيث أن الدين نهى عن ذلك، ونهى عن البكاء عن الميت، ولكني أتأثر وأرتاح عندما يبكون جماعة أو يرثون أحد الموتى، فهل علي ذنب أو كفارة في ذلك؟

الإجابة

هذا فيه تفصيل، إذا كان الرثاء من باب ذكر محاسن الميت مما يشوق إلى التأسي به والاقتداء به بالأعمال الطيبة من الجود والكرم والجهاد في سبيل الله وإنكار المنكر والدعوة إلى الخير، فذكر هذا في المراثي ينفع المسلمين ولا يضرهم ويرتاح له كل مؤمن، أما إذا كانت الرثاء تزيد المصائب وتدعو إلى النياحة وتحرك أحوال أقارب الميت حتى يشتغلوا بالنياحة والصياح فلا ينبغي ذكرها، ولا ينبغي قراءتها عندهم، لأن هذا يسبب مشاكل ويفضي إلى محرمات، فلا يفعل. أما الأغاني التي تتضمن دعوة إلى الفسوق والعصيان، أو تتضمن دعوة إلى شرب الخمور أو إلى غير هذا من الفساد أو إلى التشويق إلى النساء بغير حق، أو إلى الحب بغير حق أو ما أشبه ذلك فهذه يجب إنكارها ويجب الحذر منها، لأنها تفسد الأخلاق وتفسد القلوب، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل. والله يقول سبحانه وهو أصدق القائلين: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله، أما الغناء الذي فيه الدعوة إلى الخير والأمر بالخير، فينبغي أن يكون بألحان العرب، وأن يكون بالأشعار العربية المعروفة، والقصائد العربية فلا محذور فيه، لكن بغير ألحان النساء وأشباه النساء، لا، يكون بألحانٍ عربية بالشعر العربي، كما كان حسان ينشد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- في الرد على المشركين.