الجلوس مع من يقول إن الولي يعلم الغيب

يوجد لدينا بعض الإخوان يقعون في بعض الشرك، ويقول: بأن الولي أو الرجل الصالح -هذا الذي يميل إليه- أنه يعلم الغيب أو أن لديه بعض الغيبيات، هل يجوز أن نجلس مع أمثال هؤلاء؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذا وأشباهه لا يجوز الجلوس إليهم إلا على سبيل الدعوة والتعليم، والإرشاد والنصيحة؛ لأن دعاء الأولياء والاستغاثة بالأولياء وهم أصحاب القبور أو الغائبون من الشرك الأكبر الذي جاءت الرسل-عليهم الصلاة والسلام- بالنهي عنه، ودل القرآن على النهي عنه، وأنه من الشرك الأكبر، فدعاؤهم والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم كل هذا من الشرك الأكبر، والطواف على قبورهم كل هذا من الشرك الأكبر، واعتقاد أنهم يعلمون الغيب هذا من الشرك الأكبر فليس يعلم الغيب إلا الله وحده سبحانه، الرسل لا يعلمون الغيب إنما يعلمه الله إلا ما علمهم الله إياه، كما قد علمهم أشياء من أمر الآخرة وأمر آخر الزمان، ومن مواطن الزمان فليس لهم من علم الغيب إلا ما علمهم الله إياه؛ كما قال الله -عز وجل- في كتابه العظيم: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [(65) سورة النمل]. ويقول عز وجل: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ [(59) سورة الأنعام]. ويقول لنبيه -صلى الله عليه وسلم- يقول للناس: قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [(188) سورة الأعراف]. هكذا يقول صلى الله عليه وسلم: نذير وبشير ليس عالماً للغيب. ويقول جل وعلا يأمر نبيه أن يعلم الناس: قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ [(50) سورة الأنعام]. فعلم الغيب إلى الله -سبحانه-، ومن قال إن هذا وليي الفلاني ابن عربي أو الحسين -رضي الله عنه- أو علي -رضي الله عنه-، أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم من قال أن هؤلاء أو غيرهم يعلمون الغيب فقد كفر وأشرك، وكذّب الله -عز وجل-. وهكذا من زار قبور هؤلاء يدعوهم أو يستغيث بهم أو دعاهم بعيداً عن قبورهم في أي مكان دعاهم واستغاث بهم ونذر لهم أو اعتقد أنهم ينفعون ويضرون أو أنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يستجيبون لمن دعاهم بكشف الضر وجلب النفع أو ما أشبه ذلك هذا هو الشرك الأكبر، هذا دين الجاهلية، دين قريش في حال جهلها وكفرها، هذا دين أبي جهل وأشباهه؛ فدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والذبح للأموات وطلبهم الشفاء، وهكذا طلب الغائبين من الجن أو الملائكة أو غيرهم كله من الشرك الأكبر، والواجب الحذر من ذلك غاية الحذر.