إذا صلى رجلان جماعة، فهل يتقدم الإمام عن المأموم قليلاً كما يفعل بعض الناس أم يقف ...

السؤال: إذا صلى رجلان جماعة، فهل يتقدم الإمام عن المأموم قليلاً كما يفعل بعض الناس أم يقف بمحاذاة الإمام؟

الإجابة

الإجابة: الصواب إن صلى اثنان معاً فهما جماعة فأقل الجماعة اثنان، بل ذهب غير واحد من المحققين إلى أن الجمعة تقام باثنين؛ وإن صلى الاثنان جماعة فريضة أو نافلة فلا يشرع للمأموم أن يتخلف عن الإمام أو أن يتأخر عنه بل يسن أن يقف حذاءه وبجنبه دون تأخر.

وترجم البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة على حديث ابن عباس رضي الله عنهما، لما صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وقف على يمينه، فقال البخاري: (باب: يقوم عن يمين الإمام سواءً إذا كانا اثنين)، وقال: "وأدار رسول الله صلى الله عليه وسلم جابراً إلى يمينه ووضعه بجانبه لما وقف عن يساره"، وهذه القصة ثابتة في الصحيحين، فالنبي وضعه بجانبه ولم يؤخره عنه، وفي (الموطأ) بإسناد صحيح عن عبد الله بن عيين بن مسعود قال: دخلت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوجدته يُسبّح، فقمت وراءه فقربني حتى جعلني حذاءه عن يمينه.

وروى عبد الرزاق في (المصنف) عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: الرجل يصلي مع الرجل، أين يكون منه؟ قال: إلى شقه الأيمن، قلت: أيحاذي به حتى يصف معه لا يفوت أحدهما الآخر؟ قال: نعم، قلت: أتحب أن يساويه حتى لا تكون بينهما فرجة؟ قال: نعم.

.. فالسنة أن يقف المأموم عن يمين الإمام من غير فرجة بينهما ومن غير تأخر عنه، هذا هو الصواب الذي جانبه كثير من الناس اليوم، والله أعلم.