جواز إهداء ثواب القُرُبات للأحياء والأموات

السؤال: إذا قرأتُ القرآن، ثم وهبت ثوابه إلى أحد أقاربي الأموات، فهل يصل ثواب هذه القراءة إلى الميت؟ وهل يبقى لي ثواب من هذه القراءة بعد أن وهبت ثوابها لميتي؟

الإجابة

الإجابة: يجوز للإنسان إذا فعل شيئا من القربات أن يجعل ثوابها لأحد أقاربه الأحياء، أو الأموات، أو غير أقاربه.

صرح بذلك العلماء رحمهم الله من الحنابلة وغيرهم.

قال في (الإقناع) و(شرحه) (1): وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها -كالنصف ونحوه- لمسلم -حي أو ميت- جاز له ذلك، ونفعه لحصول الثواب له، كصلاة ودعاء واستغفار، وصدقة وعتق وأضحية، وأداء دين وصوم، وكذا قراءة وغيرها. قال أحمد: الميت يصل إليه كل شيء من الخير للنصوص الواردة فيه. ولأن المسلمين يجتمعون في كل مصر، ويقرءون، ويهدون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعاً. واعتبر بعضهم في حصول الثواب للمجعول له إذا نواه حال الفعل، أي القراءة أو الاستغفار ونحوه، أو نواه قبله. ويستحب إهداء ذلك، فيقول: "اللهم اجعل ثواب ذلك لفلان". وقال ابن تميم: والأولى أن يسأل الأجر من الله تعالى، ثم يجعله له أي: للمهدى له، فيقول: "اللهم أثبني برحمتك على ذلك، واجعل ثوابه لفلان". وللمهدي ثواب الإهداء. وقال بعض العلماء: يثاب كل من المهدي والمهدى إليه، وفضل الله واسع. انتهى.

___________________________________________

1 - انظر (كشاف القناع عن متن الإقناع) (2/ 790- 792).