حكم من يقول في دعائه نسأل الله التوفيق والسداد والنجاح ببركة سيدنا النبي

ما رأي فضيلتكم فيمن يقول في دعائه: نسأل الله التوفيق والسداد والنجاح ببركة سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهل يعد ذلك من التبرك بجاه النبي؟

الإجابة

هذا من الوسائل الغير الشرعية، هذه بدعة، من وسائل الشرك، إذا سأل اللهم إني أسألك ببركة النبي أو بجاه النبي أو بحق النبي أو بحق الأنبياء هذه من البدع، ولكن يسأل الله بأسمائه وصفاته، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180]، فيقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى بأنك الرحمن الرحيم، بأنك العزيز الحكيم، وما أشبه ذلك، أو يسأله بإيمانه وتوحيده، اللهم إني أسألك بإيماني بك وبرسولك، وبإخلاص العبادة لك، يسأل بتوحيده وإيمانه، أو بالأعمال الصالحة بإقامته للصلاة، بأدائه للزكاة، بحبي لله ولرسوله، كل هذه وسائل شرعية، ومن هذا قصة أهل الغار؛ الذين توسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة، وهي قصة غريبة عظيمة ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين، وهي: أن ثلاثة كانوا في البرية، فاضطرهم الليل والمطر إلى غار في جبل، فدخلوا فيه للمبيت واتقاء المطر، فانحدرت صخرة من أعلى الجبل فسدت عليهم الغار، عظيمة، ابتلاء وامتحان، فأرادوا زحزحتها فلم يستطيعوا لأنها عظيمة، فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذا البلاء إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً -الغبوق اللبن الذي يشرب بعد العشاء، الحليب- فجئت ذات ليلة بغبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقضهما، وكرهت أن أسقي قبلهما أهلاً أو مالاً، فوقفت بالقدح انتظر، لعلهما يستيقظان، فلم يزل ذلك بي حتى طلع الفجر، فلما استيقظا أسقيتهما، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء حتى رأوا السماء، لكن لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء وإني أردتها على نفسها ذات يوم يعني -أراد الزنا- منها فأبت، فألمت بها سنة، -ألمت بها حاجة- فجاءت إليه تطلبه الرفد فقال: لا حتى تمكنيني من نفسك، فعند الضرورة وافقت فلما جلس بين رجليها، قالت: يا عبد الله اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، وكان قد أعطاها مائة وعشرين ديناراً، مائة وعشرين جنيه ذهب، فلما قالت هذا الكلام له خاف الله وقام ولم يجامعها وترك لها الذهب كله، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء أيضاً، لكن لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثالث: اللهم إنه كان عندي أجراء فأعطيتهم أجورهم إلا واحداً بقي أجره عندي فنميته وثمرته حتى صار منه إبل وغنم وبقر ورقيق، وهو قصعاً من شعير أو أرز، فجاءه الرجل يقول: يا عبد الله أعطيني مالي، جاءه بعد مدة يقول: يا عبد الله مالي عندك أجرتي، فقال له: هذا الذي تراه كله من مالك، هذه الإبل والبقر والغنم والرقيق كله من مالك، فقال الرجل: يا عبد الله لا تستهزئ بي، أعطني مالي، أي أجرتي قال: كل هذا من أجرتك، فأخذه واستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا، فانفرجت الصخرة وخرجوا) هذا كله يدل على أن التوسل بالأعمال الصالحات من أسباب الإجابة، أما التوسل بجاه محمد أو بركات النبي، أو بحق النبي محمد أو بحق الأولياء أو بحق الأنبياء فهذه بدعة، ليس من الشرع، إنما التوسل بأسماء الله وبصفاته وبالأعمال الصالحات.