حكم الذبح والنذر لمن يسمون بالأولياء

هل يصح زيارة الولي في المسجد للرجل أو للمرأة، وحينئذٍ يكون هناك شرك بالله إذا وضعت أو حملت له في مرة قادمة خروفاً لهذا الولي ومبلغاً معيناً من المال؟

الإجابة

الولي علمه عنده الله عز وجل والمؤمنون كلهم أولياء الله فما يظنه بعض الخرافيين من أن الولي يكون له صفة أخرى زائدة على صفات أهل الإيمان من بعض الخرافات وخرق العادات ونحو ذلك هذا ليس بصحيح، فكثيرٌ من الأولياء لا يجري على أيديهم خرقٌ للعادات فأولياء الله هم أهل الإيمان وإن لم توجد لهم كرامات خاصة: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) وقال سبحانه: (وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ) فالمؤمن ولي لله سواءٌ كان عربياً أو عجمياً ذكراً أو أنثى عالماً أو غير عالم فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى فزيارتهم في الله للمحبة في الله في المسجد أو في بيوتهم فالتزاور بين المؤمنين سنة وقربة وطاعة جاء في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يقول الله عز وجل: (وجبت محبتي للمتزاورين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتحابين فيَّ والمتبادلين فيَّ) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (يقول الله جل وعلا يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلي إلا ظلي) فالمؤمن يزوره أخوه في الله في بيته أو في المسجد وتزوره أخته في الله إذا كانت الزيارة ليس فيها ريبة كأن تزور أخاها أو عمها أو خالها أو قريباً لها أو جاراً لها مريضاً تعوده أو تسأله عن علم مع التحجب ومع عدم الخلوة لا بأس بذلك، فالمؤمن يزوره إخوانه المؤمنون وتزوره أخته المؤمنة على وجه شرعي ليس فيه ريبة ولا فتنة مع التستر والحجاب وعدم الخلوة لمصلحة شرعية من عيادة المريض أو سؤال أهل العلم أو غير هذا من المقاصد الشرعية. أما أن يذبح له من دون الله أو يدعى من دون الله لظن بعض الخرافيين أنه يتصرف في الكون هذا باطل وهذا من الشرك الأكبر سواءٌ كان حياً أو ميتاً، فالذي يتقرب لقبور الأولياء يزعم أنهم يقضون حوائجه أو أنهم يعلمون الغيب أو أنهم يتصرفون في الكون هذا شركٌ أكبر حتى ولو ما تقرب لهم هذا الاعتقاد نفسه شرك أكبر نسأل الله العافية فإذا ذبح لهم إبلاً أو بقراً أو غنماً أو دجاجاً أو غير ذلك هذا شركاً أكبر أيضاً، وإذا استغاث بهم وقال: يا سيدي فلان المدد، أو اشفع لي أو اقضي حاجتي أو أغثني، يقولها عند قبره أو بعيداً عنه كل هذا من الشرك الأكبر، أما إذا كان يقول لحي حاضر قادر يقول ساعدني على كذا اشفع لي عند فلان، أو ساعدني على قضاء ديني أو ساعدني على كف شر فلان بن فلان حتى يشفع له حتى يتصل به ويقول له دع فلان لا تؤذي فلان هذه أمور عادية لا بأس كما قال الله جل وعلا في قصة موسى: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) فالناس ما داموا أحياء فيما بينهم يطلب بعضهم من بعض الرفق والعون والمساعدة بالمشافهة أو بالمكاتبة أو من طريق الهاتف أو من طريق الطرد برقية أو ما أشبه ذلك لا بأس بهذا، أما الذي يدعوه من دون الله يعتقد أنه ولي لله وأنه يتصرف في الكون يدعوه من بعيد أو يدعوه عند قبره أو يقدم له الذبائح أو يستغيث به أو ينذر له وهو ميت أو غائب؛ هذا شركٌ أكبر، فيجب الحذر من هذه الأمور التي يقع فيها العامة لجهلهم، أما الأمور الحسية العادية التي يفعلها الناس بينهم كأن تقول لأخيك الحاضر: يا فلان أقرضني كذا أو ساعدني على كذا أو عاوني في إصلاح سيارتي أو في بناء بيتي وهو حاضر يسمع كلامك، أو من طريق المكاتبة أو من طريق الهاتف التلفون، أو من طريق البرق، أو من طريق حسي وطريق أخرى وتكلمه منه هذا كله لا بأس به لأنه أمور عادية وقد جرى الناس الآن اتصالات هاتفية واتصالات رسمية كانت لم تكن قبل ذلك، وقد وقعت الآن، فإذا كان الاتصال بالشيء الحسي المعروف سواءٌ سمي هاتفاً أو سمي باسم آخر تلكس، أو غير ذلك كل ذلك من الأمور الحسية فيما يقدر عليها الإنسان، أما أن يعتقد فيه أنه يتصرف في الكون أو أنه يعلم الغيب فهذا كفر وشركٌ أكبر أو يتقرب لقبر الميت يتقرب إليه بالذبائح أو يستغيث به أو ينذر له أو يذبح له قرابين كل هذا شركٌ أكبر، فيجب التفريق بين ما جاز شرعاً وبين ما حرم الله شرعاً نسأل الله للجميع الهداية. جزاكم الله خيراً