سئل: هل العرش والكرسي موجودان أم مجاز؟

السؤال: سئل رحمه الله :‏ هل العرش والكرسي موجودان، أم مجاز؟ وهل مذهب أهل السنة على أن الله تعالى كلم موسى شفاها منه إليه بلا واسطة؟ وهل الذي رآه موسى كان نوراً أم ناراً؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله، بل العرش موجود بالكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة وأئمتها، وكذلك الكرسي ثابت بالكتاب والسنة وإجماع جمهور السلف.‏

وقد نقل عن بعضهم :‏ أن كرسيه علمه، وهو قول ضعيف فإن علم الله وسع كل شيء، كما قال:‏ ‏{‏‏رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً}‏‏ ‏[‏غافر:‏7‏]‏.

‏‏ والله يعلم نفسه ويعلم ما كان وما لم يكن،فلو قيل:‏وسع علمه السموات والأرض، لم يكن هذا المعني مناسباً، لا سيما وقد قال تعالى:‏‏{‏‏وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا‏}‏‏ ‏[‏البقرة:‏255‏]‏.‏

أي لا يثقله ولايكرثه، وهذا يناسب القدرة لا العلم، والآثار المأثورة تقتضي ذلك؛ لكن الآيات والأحاديث في العرش أكثر من ذلك، صريحة متواترة.‏

وقد قال بعضهم :‏ إن الكرسي هو العرش ؛ لكن الأكثرون على أنهما شيئان.‏

وأما موسى فإن الله كلمه بلا واسطة باتفاق المسلمين أهل السنة وأهل البدعة، لم يقل أحد من المسلمين أن موسى كان بينه وبين الله واسطة في التكليم لا أهل السنة، ولا الجهمية، ولا من المعتزلة، ولا الكلابية، ولا غيرهم، ولكن بينهم نزاع في غير هذا.‏

والذي رآه موسى كان ناراً بنص القرآن، وهو أيضاً نور كما في الحديث و النار هي نور.



مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء السادس.