يستعمل البعض باب سد الذرائع

السؤال: باب سد الذرائع وحماية جناب التوحيد باب واسع يستعمله البعض لمنع بعض الأمور المباحة والتضييق على الناس في الأقوال والأعمال، فما وجاهة ذلك‏؟‏

الإجابة

الإجابة: سد الذرائع التي تفضي إلى الحرام أمر واجب، قال الإمام ابن القيم في ‏"‏إعلام الموقعين‏"‏‏:‏ فإذا حرَّم الرب تعالى شيئًا وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرمها ويمنع منها تحقيقًا لتحريمه وتثبيتًا له ومنعًا أن نقرب حماه‏.‏ ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضًا للتحريم وإغراءً للنفوس به وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل الإباء بل سياسة زعماء الدنيا تأبى ذلك، فإن أحدهم إذا منع جنده أو رعيته أو أهل بيته من شيء ثم أباح لهم الطُرق والأسباب والذرائع الموصلة إليه لَعُدَّ متناقضًا ولحصل من رعيته وجنده ضد مقصوده انتهى.‏
فالذرائع إنما تحرم إذا كانت تفضي إلى محرم، أما التي لا تفضي إلى محرم فإنها لا تحرم، ويُعدُّ تحريمها تضييقًا على الناس، والمرجع في ذلك إلى الأدلة وأقوال العلماء لا إلى أقوال الجهال‏.‏
ومثال الذرائع التي حرَّمها الشارع لأنها تفضي إلى مُحَرَّم‏:‏ الصلاة عند القبور، والدعاء عندها، والذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله، والصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها - أعني‏:‏ صلاة النافلة - ومثل البناء على القبور كل هذه الأمور تحرم، لأنها تفضي إلى الشِّرك‏.‏