ما حكم زيارة المرابطين الذين يزعمون علم الغيب؟

السؤال: ما حكم زيارة المرابطين الذين يزعمون علم الغيب؟ ما حكم الشرع فيهم ومن سكت عنهم ومن زارهم؟

الإجابة

الإجابة: علم الغيب من اختصاص الله جل وعلا، ومن ادعى علم الغيب من الناس فقد ادعى لنفسه ما هو من اختصاص الله جل وعلا، وجعل نفسه شريكاً له في ذلك.

وقد يُظهر الله ما شاء من الغيب لمن ارتضاه من رسله قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} [الأنعام:59]، وقال تعالى: {قُل لاّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ} [النمل:65]، وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلاّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} [الجن:26، 27]، فقد دلّت هذه الآيات على أنه جل وعلا منفرد بالغيب دون خلقه ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم، وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم.

وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب الحصى وينظر في الكتب ويزجر الطير ويدعي علم الغيب ممن ارتضاه من الرسل فيطلعه على ما يشاء من غيبه، بل هو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه.

وبهذا يُعلم أن زيارتهم محرمة، وأنهم كفار، ولا يجوز السكوت عنهم ولا عمن زارهم، بل الواجب بيان الحق للكل؛ أداءً للأمانة، وبراءةً للذمة ونصحاً للأمة.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد التاسع عشر (العقيدة).