شراء بعض السلع بآجل وبيعها بعاجل

موظف يعمل في إحدى الشركات ويتقاضى راتباً شهرياً لكن هذا الراتب لا يكفيه، ويضطر لشراء بعض السلع من الشركة التي يعمل بها بزيادة عن سعرها الأصلي بحكم أنها دين، فيقوم ببيع هذه السلع بسعر أقل من السعر الذي اشتراها به لينتفع بثمنها، هل هذا جائز أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله

الإجابة

لا حرج في ذلك، إذا كانت السلعة موجودة عند الشركة في حوزتها وفي ملكها واشتراها إلى أجلٍ معلوم ليبيعها ويقضي حاجته فلا بأس، وهكذا لو اشتراها من غير الشركة، ممن هي عنده موجودة ثم باعها وقضى حاجته، قضى دينه أو تزوج أو دفع أجرة البيت أو ما أشبه ذلك، لا حرج في ذلك، لكن لا بد أن تكون السلعة موجودة عند البائع قد حازها، أما أن يبيعها ثم يذهب ويشتريها من التجار لا، لا بد أن تكون السلعة موجودة عند البائع وفي حوزته وقبضته ثم يبيع على غيره بنقد أو إلى آجال معلومة لا بأس بهذا ولا حرج، لعموم قوله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجلٍ مسمى فاكتبوه والنبي - صلى الله عليه وسلم - استدان وأقر الدين فلا حرج في ذلك، لكن إذا اشتراه قبل أن ي.... له البائع، عند الناس، عند التجار فلا يجوز هذا؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تبع ما ليس عندك)، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يحل سلف وبيع ولا بيع ما ليس عندك)، ولما سأله حكيم بن حزام قال: الرجل يأتي يا رسول الله يريد السلعة فأبيعها عليه ثم أذهب فأشتريها، قال: (لا تبع ما ليس عندك)، فلا يجوز له أن يبيع ما ليس عنده، فالشركة وغيرها ليس لها أن تبيع الشيء الذي ليس عندها، وإنما تبيع ما كان حاضراً موجوداً في حوزتها، في ملكها، وهكذا الرجل الذي يداين الناس ليس له أن يبيع إلا شيئاً عنده قد ملكه وحازه وقبضه من التجار وانتهت إجراءات شرائه.