الصيام في رجب

سردت عدداً من الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كلها في فضل رجب، وفي فضل صيامه؟ لا أدري سماحة الشيخ هل أقرأ ما كتبت أم تكتفون جزاكم الله خيراً بالإجابة؟

الإجابة

ما في حاجة إلى قرأتها، كلها ضعيفة، وكلها غير صحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ليس في رجب حديث صحيح في فضله، وإنما كان أهل الجاهلية يخصونه بالصيام. وأما في الإسلام فلا يخص بشيء، لكنه من الأشهر الحرم، هو من الأشهر الأربعة الحرم؛ لأن الرسول لما عدَّها قال هي: (رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم). هذه هي الأشهر الحرم الأربعة، فهو من الأشهر الحرم المفضلة، لكن ليس في تفضلي لصيامه، أو صدقة أو صلاة، ليس فيها حديث صحيح، وإنما هو من الأشهر الحرم، ولا يشرع تخصيصه بصوم، ويكره تخصيصه بذلك. لكن إذا اعتمر فيه الإنسان فلا بأس كان بعض السلف يعتمر في رجب، وفي الصحيحين أن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي اعتمر في رجب. فإذا اعتمر في رجب هذا حسن، فعله السلف الصالح، ورواه ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن كانت عائشة -رضي الله عنها- وغيرها أنكروا عليه ذلك، وقالوا: إن النبي لم يعتمر في رجب -عليه الصلاة والسلام- إنما اعتمر في ذو القعدة، لكن ابن عمر ثقة، وقد روى هذا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد يكون خفي على عائشة وعلى غيرها، أو نسي ذلك من أنكره، وابن عمر حفظ. فالحاصل أن من اعتمر في رجب فقد جاء فيه هذا الحديث، وفعله كثير من السلف، فلا بأس في ذلك، وهذا مستثنىً مما يخص به رجب، هذا جاءت به السنة، فإذا اعتمر في رجب فلا بأس بذلك.