تفسير: {فلولا أنه كان من المسبّحين * للبث في بطنه}

السؤال: ما معنى قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}؟

الإجابة

الإجابة: إن هذا في قصة يونس عليه السلام، فبيَّن الله تعالى أن الحوت حين ابتلعه حين خرج مغاضباً لقومه في تلك السفينة وثقلت في البحر والتطمت بها الأمواج، استهموا على أن يرموا طائفة منهم في البحر، فكان يونس في الذين دُحضوا -أي الذين كان حقهم أن يرموا في البحر-، فرموا به في البحر فالتقمته حوتة، فبقي في جوفها مدة من الزمن، فذكر الله سبحانه وتعالى وكان من قبل من الذاكرين، ولذلك قال: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} أي كان من الذاكرين الله قبل ذلك، ومثل ذلك تسبيحه في بطن الحوت فإنه قال فيه: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ}، أي مات في بطن الحوت فلبث فيه إلى يوم يبعثون، أي إلى أن يُبعث منه، لكن الله أخرجه من بطن الحوت وأتمَّ عليه نعمته برد العذاب عن قومه وهدايتهم، فآمن منهم مائة ألف أو يزيدون ومُتِّعوا إلى حين، ولم يحصل ذلك لنبيٍ قط سواه، فلم يرَ قومٌ العذاب فيُرد عنهم قط إلا قوم يونس وحدهم.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.