حكم زيارة النساء للقبور وطلب المدد من صاحب القبر

تقوم بعض النساء عندنا بزيارة القبور والمساجد، ومن خلال الزيارة يقمن بجمع الأطفال داخل المسجد أو على القبور، ويفرقن عليهم خبزاً وبعض الأشياء، ويقلن: لوجه الله، ثم يقمن بدعاء الولي الذي زرنَ لأجله، ويقلن يا ولي عافني واحفظ أولادي! وكثيراً من الدعاء، فما رأيكم يا سماحة الشيخ في هذا العمل؟

الإجابة

هذا العمل خطير يجب الحذر منه، النساء ممنوعات من زيارة القبور وإنما الإذن للرجال يقول - صلى الله عليه وسلم -:(زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، ولعن زائرات القبور من النساء لأنهن فتنة وصبرهن قليل، أما إذا كان مع ذلك دعوة الموتى والاستغاثة بالموتى صار شرك أكبر، من الشرك الأكبر وهكذا الذبح لهم وطلب المدد هذا من الشرك الأكبر من الرجال والنساء جميعاً، فالذي يأتي القبور ليدعوها من دون الله ويطلبها النصر والمدد والعون هذا أتى شركاً عظيماً من الرجال والنساء جميعاً، وهذا شرك المشركين، هذا شرك عباد القبور كأبي جهل وأصحابه من عباد القبور، وهكذا توزيع الصدقات إذا كان القصد بهذا التقرب إلى الموتى بذلك، وأنه يتصدق لأجل التقرب بالصدقة لهم، يعتقد أنهم ينفعونه إذا تصدق عند قبورهم، وأنهم بهذه الصدقة التي يتقرب بها إليهم ينفعونه مثل لو صلى لهم، أما إن كانت الصدقة يطلب من الله ثوابها ولكن يظن ويعتقد أنها عند القبور أفضل فهذا بدعة وعليه أن يتصدق في بيته وفي أي محل وإذا كانت من طريق السر كان أفضل إلا إذا دعت الحاجة إلى الجهر في الأسواق، في البيت، في أي مكان في المسجد لمن سأل لا بأس، والخلاصة أن زيارة النساء للقبور لا تجوز، وكونهن يذبحن للأموات أو يطلبن منهم المدد أو الغوث أو شفاء المرضى هذا شركٌ أكبر، سواءٌ وقع من امرأة أو رجل، حتى ولو فعله في بيته ما هو عند القبور، يا سيدي فلان يا عبد القادر يا حسين يا علي يا رسول الله، ولو في بيته، ولو في أي مكان بعيد عن القبور هو شرك أكبر، ولو أنه في الصحراء ما عنده أحد، إذا قال: يا رسول الله انصرني، أو يا رسول الله اشفي مريضي، أو ما أشبه ذلك فقد عبدهم من دون الله بهذا الدعاء، أو قال يا سيدي الحسين أو يا سيدي الحسن أو يا سيدي علي أو يا سيدي عبد القادر أو أحمد البدوي أو ما أشبه ذلك؛ يطلب منهم المدد والعون والغوث هذا من الشرك الأكبر، وهكذا إذا تقرب إليهم بالذبائح سواءٌ عند قبره أو بعيداً عن قبره، يذبح من أجل التقرب إليه، يرى أنه إذا ذبح له يمده بأشياء أو يعطيه أشياء أو يحفظ له أشياء، فالذبح لغير الله شركٌ أكبر قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي- يعني ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) وقال سبحانه: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) فأمر بالصلاة والنحر لله عز وجل، وقال عليه الصلاة والسلام: (لعن الله من ذبح لغير الله) فالذبح عبادة عظيمة كالصلاة فإذا ذبح لأصحاب القبور، وتقرب إليهم بذلك يرجوا شفاعتهم ويرجوا أنهم يقربونه من الله زلفى، أو يتصدق يطلب الأجر منهم والثواب منهم، أو حج بقبورهم أو ما أشبه ذلك من المقاصد التي يفعلها يتقرب بها إلى أصحاب القبور؛ يكون بهذا قد عبدهم وجعلهم آلهة يعبدهم مع الله بصلاته لهم أو دعائه لهم أو ذبحه لهم أو نذره لهم أو غير ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.