ما هي صفات السبعون الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب

ورد حديث يخبر فيه الرسول- صلى الله عليه وسلم- بأنه يدخل من أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- الجنة سبعون ألفاً من غير حساب ولا عذاب, ولما سأل الصحابة- رضي الله عنهم- فيما بينهم من هم، وما هي صفاتهم؟ خرج عليهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- فأخبرهم بما جرى بينهم, وأخبر- صلى الله عليه وسلم- بأنهم الذين لا يسترقون, ولا يكتوون, ولا يتطيرون, نرجو من سماحتكم أن تفسروا لنا هذه الصفات لعلنا نتمسك بها؟

الإجابة

أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم-أنه يدخل من أمته سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب، وفي رواية مع كل ألف سبعين ألفا، سئل-عليه الصلاة والسلام-عن صفاتهم، فقال: (هم الذين لا يسترقون, ولا يكتوون, ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون)، يعني هم الذين استقاموا على دين الله من أهل التقوى والإيمان وعبدوا الله وحده، وأدوا فرائضه وتركوا محارمه, واجتهدوا في أنواع الخير حتى تركوا بعض ما يستحب تركه، كالاستقراء والكي من كمال إيمانهم لا يسترقون، يعني لا يطلبوا من يرقيهم، ولا يكتوون؛ لأن الكي تركه أفضل إلا عند الحاجة، والاسترقاء تركها أفضل إلا عند الحاجة، هذا من كمال إيمانهم، وإن احتاج الإنسان الاسترقاء لا بأس يسترقي، كما أمر النبي-صلى الله عليه وسلم-عائشة أن تسترقي، وأمر أم أولاد جعفر بن أبي طالب أن تسترقي لأولاده لما أصابتهم العين، فدل على أنه لا بأس بالاسترقاء عند الحاجة، ولكن تركه أفضل، إذا تيسر دواء آخر واستغني عنه، وهكذا الكي إذا تيسر دواء يقوم مقامه فهو أفضل، وإن دعت الحاجة إلى الكي فلا بأس، وقد كوى الصحابة كما كوى خباب بن الأرت وغيره، وقد كوى النبي بعض أصحابه للحاجة هذا من الكمال، ولا يخرجه عن السبعين إذا استرقى, لكن هذا من أعمالهم الحسنة ترك الكي إذا استغني عنه، وترك الاستقراء إذا استغني عنه، وإلا فالسبعون ألف هم أهل الاستقامة، هم أهل الخير والاستقامة لطاعة الله, وترك معصيته والمحافظين على الخير.