الإجابة:
هذه علاقة أسسها الشيطان وأنهاها بطريقته، وما بدأه الشيطان لن ينتهي
على خير. ولعل من نعمة الله عليك أن خلصك من هذه العلاقة، لأنك لو
تزوجتيه، لكانت عاقبة هذه العلاقة أشد خسرا، أليس الشيطان هو الذي
صنعها؟ وكذلك أكثر الزيجات التي تبنى على ماض من الزنا تنتهي إلى شر
نهاية.
وأنت كنت تعلمين أنها كانت علاقة تغضب الله تعالى عليك، فكيف تسألين:
هل يجوز له أن يفارقك بعد هذه السنين التي " كنا نطيع الشيطان معا "
كأنك تقولين هذه العبارة في الحقيقة والحقيقة إنه سؤال غريب نسأل
الله لك الهداية.
المهم الآن أن تركزي على ما هو أهم بكثير، فهذا الرجل لا يصح أن
تهتمي بأمره، فقد اتخذه الشيطان مثل الشبكة ليوقعك في الإثم، كما
اتخذك أنت له بمثل ذلك، وهذا الحب مزيف؛ الحب الحقيقي هو الذي يتعدى
لذة الجسد، إلى علاقة الروح الطاهرة، ولو كان يحبك حقا، لترفع أن
يستعمل جسدك في المتعة المحرمة، حتى إذا مل نسي الموضوع كأن شيئا لم
يكن، لو كان يحبك حقا لما سمح لنفسه أن تمس يده شيئا من جسدك حتى
يخطبك ويتزوجك بالحلال، لأنه يغار عليك من علاقة شيطانية.
المهم الآن أن تركزي على ما هو أهم، على تصحيح التوبة مع ربك الذي
كان الواجب أن يكون حبك له أكبر، فلا تعصيه هذه المعصية الكبيرة،
الزنا، التي عدها الله تعالى ثالث أكبر جريمة ترتكب في الأرض، قال
تعالى {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ
اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ
عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 68:
70 ]
يجب أن تركزي على إصلاح علاقتك بربك قبل أن تتحسري على علاقة أقامها
الشيطان مع رجل زانٍ. توبي إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وأكثري من
الاستغفار والعمل الصالح والجئي إلى الله لكي يمنحك طريقا جديدا، ينقل
حياتك إلى توبة شاملة، تشعرين بها بحق خالقك عليك، وأن كل لحظة تضيع
بعيدا عن عبادته، ومحبته، ومواصلة ذكره، هي اللحظة التي تستحق أن يندم
عليها الإنسان حقًا.