الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما
بعد:
أما حال المسلم عند البلاء فهو الصبر والتسلم التام والاسترجاع والرضا
وعدم التسخط، قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ}، وقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ
الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ
أَخْبَارَكُمْ}، وقال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ
وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي
عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: "اتَّقِي اللَّهَ
وَاصْبِرِي"، قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ
بِمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ!! فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ،
فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: {إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ
الْأُولَى}، وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ
مَا أَمَرَهُ اللَّهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ،
اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْراً مِنْهَا
إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْراً مِنْهَا"، قَالَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ عِظَمَ
الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ
قَوْماً ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ
فَلَهُ السَّخَطُ"، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء".
أما التكفير عن الذنوب فبالإسراع بالتوبة النصوح، قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ
يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}، قال عمر بن الخطاب رضي الله
عنه: "هو الرجل يعمل الذنب ثم لا يعود إليه"، ققَالَ قَتَادَةُ:
الصَّادِقَةُ النَّاصِحَةُ، وقال مجاهد: هو أن يتوب ثم لا يعود.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ لَيُغَنُّ عَلَى قَلْبِي فَإِنِّي
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّة"، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ
سَبْعِينَ مَرَّةً"، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَا أَصَرَّ مَنْ اسْتَغْفَرَ وَإِنْ
عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةٍ".
من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.