إذا كانت إقامتك في البلد الأخير أصلح لدينك ، وأصلح لذريتك فالزم ذلك ، ولا حرج عليك ، إذا كانت إقامتك في بلد أمك تضرك ، أو تضر ذريتك لما فيها من الفساد الكثير ، والشر العظيم ، فأنت مأجور، وأنت على خير ، والزم المحل الذي فيه الخير والصلاح ، ولا يضرك غضبها عليك ، وعليك ببذل الأسباب في التماس رضاها ، وشرح حالك لها ، وبيان الأسباب باللطف والكلام الطيب والعبارات الحسنة حتى ترضى عنك إن شاء الله ، وقد قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس). وفي اللفظ الآخر: (ومن التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مئونة الناس). فأنت يا أخي التمس إلى الله واستقم واصبر ، وعليك بالكلام الطيب مع الوالدة ، والإحسان إليها ، والتماس رضاها بالأسلوب الحسن ، وشرح الأحوال التي أوجبت لك هذا الانتقال ، وهي إن شاء الله ترضى عنك ، والله - جل وعلا - هو الموفق الهادي - سبحانه وتعالى -. جزاكم الله خيراً.