حكم السفر للعمل وترك الوالدة عند زوج ابنتها

إنني رجل متزوج والحمد لله، وأعمل بالخارج، ووجود زوجتي معي ضروري شرعاً، ولكني أترك والدتي وحيدة، علماً بأنني العائل الوحيد لها، وتكون تحت رعاية أختي المتزوجة، ولكنني لا أسافر إلا بموافقة، وهي تتمنى أن أجلس معها وألغي سفري؛ لأن سفري يؤلمها، مع العلم بأن وجود زوجتي معها يخفف من آلامها، فهل أمكث معها وألغي سفري نهائياً، أم أُبقي معها زوجتي وليس علي حرج في تأثر والدتي

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فبر الوالدين من أهم القربات ومن أفضل الطاعات، ومن أعظم الواجبات، وقد ذكر الله سبحانه برهما في آيات كثيرات في كتابه العظيم، وذلك في قوله جل وعلا: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً(الاسراء: من الآية23) وقوله سبحانه:أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(لقمان: من الآية14) في آيات أخرى والنبي - صلى الله عليه وسلم- قال له بعض الصحابة يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟، قال: أمك، قال: ثم من؟، قال أمك، قال: ثم من؟، قال: أبوك، فبر الوالدين من الفرائض العظيمة، والأم أشد في ذلك، فوصيتي لك أن تبقى في بلدك وعند أمك ومع أهلك إذا كان هناك ما يقوم بحالك من الرزق من تجارة، أو أي عمل مباح، وأن تدع السفر لما فيه من المصالح العظيمة من جمع شملك بأمك، وكسب رضاها والإحسان إليها والقيام عليها، أما إذا كان هناك ضرورة للسفر فسافر بزوجتك ما دامت الوالدة راضية والحمد لله، واحرص على العجلة وعدم طول السفر، كتب الله لك ولأمك ولعائلتك ولكل مسلم ما تحمد عاقبته.