النهي عن الانحناء في السلام

السؤال: سائل يسأل عن حكم من ينحني عند السلام برأسه ورقبته، ويقول: هل ورد في هذا شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

الإجابة

الإجابة: انحناء الإنسان لغيره برأسه أو برقبته لا يجوز في حالة السلام، ولا في غيره؛ لأن ذلك من الخضوع، والخضوع لغير الله منهي عنه، وقد سئل الإمام النووي عن ذلك. ونص السؤالِ:

الانحناء الذي يفعله الناس بعضهم لبعض -كما هو معتاد لكثير من الناس- ما حكمه؟ وهل جاء فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه؟

فأجاب رحمه الله بما نصه:

هو مكروه كراهة شديدة، فقد ثبت عن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه، أو صديقه، أينحني له؟ قال: "لا"، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: "لا"، قال: أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: "نعم" (رواه الترمذي(1) وقال حديث حسن).

فهذا الحديث صريح في النهي عنه، ولم يأت له معارض، فلا مصير إلى مخالفته، ولا يُغتر بكثرة من يخالفه، ممن ينتسب إلى فقه، أو غيره من خصال الفضل، فإن الاقتداء إنما يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ} (2)، وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (3). انتهى، والله أعلم.

___________________________________________

1 - أحمد (3/ 198)، والترمذي (2728)، وابن ماجه (3702)، وغيرهم من رواية حنظلة السدوسي عن أنس، وعده أحمد وغيره في منكرات حنظلة هذا.
2 - سورة الحشر: الآية (7).
3 - سورة النور: الآية (63).