نصيحة لمن يقدح في إخوانه المسلمين ويتهمهم بلا بيّنة

السؤال: شيخنا إني أحبكم في الله ، رجائي أن تجيبني كي ألجم أفواه الطاعنين في أهل العلم ، فهناك من يتهمكم بالتكفير والقطبية ـ كما يسمونها ـ ?

الإجابة

الإجابة: الحمد لله

أحبك الله الذي أحببتنا فيه ، وجمعنا الله في مستقر رحمته ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

وبخصوص ما ورد في سؤالك ، فننصحك بالابتعاد عن كل من يتكلم في إخوانك المسلمين أو يقدح فيهم أو يتهمهم ويطعن في نياتهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته » رواه أبو داود برقم 4880 ، وصححه الألباني

ثم إن عليك واجب النصيحة لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل ، وأن يكفوا عن مثل تلك الألقاب التي تفرق المسلمين ، وما كان من واجب النصيحة لبعض الأخطاء فإنها لا تكون بالتشهير والطعن في النيات ونحو ذلك .

أما مسألة التكفير ففيها تفصيل . فتكفير من كفره الله تعالى أو كفره رسوله صلى الله عليه وسلم واجب حتمي ، والله عز وجل قد كفر طوائف في كتابه ، كما قال تعالى : { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } ، وقال تعالى : { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } ، وتكفير من لم يكفره الله تعالى أو يكفره رسوله صلى الله عليه وسلم محرم .

وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وكما لا يجوز أن نطلق الكفر على شخص معين حتى يتبين شروط التكفير في حقه ، يجب أن لا نجبن عن تكفير من كفره الله ورسوله ، ولكن يجب أن نفرق بين المعين وغير المعين " شرح كتاب التوحيد 2/271

ثم إن كل من اتهم شخصاً بتهمة فعليه الدليل { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

{ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ }

والمشكلة المنتشرة بين بعض المنتسبين إلى الدين هداهم الله أنهم يرمون الناس بتهم لا تعتبر أصلاً في الشرع من الأمور القادحة والمخلّة بالدين .

ثم لا يأتون على ذلك بدليل ويتابعون هوى أنفسهم ، فالنفس تحب أن تنصب نفسها حكماً على العباد تجرح وتعدل وترفع وتخفض وتنبز .

والواجب مخالفة هوى النفس في هذا وميزان الناس بميزان الشرع وتذكر حسناتهم والمناصحة لأخطائهم .

والله الموفق .