حكم من يزوج ابنته لشاب لا يصلي

ما حكم من يزوج ابنته لشاب لا يصلي -لا في البيت ولا في المسجد- بحكم القرابة؟

الإجابة

ليس لأحد أن يزوج شخصاً لا يصلي سواءٌ كان شاباً أو شيخاً، وسواءٌ كان قريباً أو بعيداً، هذا منكر, وهذا ظلم للمرأة وخيانة ولا يجوز لها أن ترضى –أيضاً- بذلك هي، ليس للولي ولا لها، ليس لهم جميعاً تزويج المرأة المسلمة المصلية بشخصٍ لا يصلي؛ لأن ترك الصلاة كفرٌ أكبر على أصح أقوال العلماء وإن لم يجحد وجوبها، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) فترك الصلاة منكرٌ عظيم وكفرٌ ظاهر, فلا يجوز للمرأة أن تنكح كافراً بترك الصلاة أو بغير ذلك، المسلمة لا تنكح الكافر، يقول الله عز وجل: لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ (10) سورة الممتحنة. ويقول -جل وعلا-: وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ (221) سورة البقرة. فليس لوليها أن يزوجها إلا بمسلم إذا كانت تصلي، أما إذا كانت لا تصلي وتزوجها مثلها من لا يصلي صح, وعليهما التوبة جميعاً والرجوع إلى الله والقيام بالصلاة، هذا هو الواجب على الجميع وعلى الأولياء أن يعتنوا بهذا الأمر، وهكذا من اشتهر بشرب الخمر أو معاصي أخرى ينبغي لوليها أن يصونها عنه؛ لأنه قد يضرها قد يدعوها إلى هذا المنكر، فالولي يختار لها الرجل الصالح الطيب حسب الطاقة حسب الإمكان، وأما تارك الصلاة فلا يجوز أبداً تزويجه؛ لأن تركها كفراً نسأل الله العافية. جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله -سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد- شكراً لسماحة الشيخ, وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.