سؤال حول نصيحة وجهها الشيخ للعلماء والدعاة

صدر من سماحتكم بيان منذ أسبوعين تقريباً حول ما ينبغي للدعاة والعلماء من النقد البناء، وعدم تجرح الأشخاص، فتأوله بعض الناس على أناس معينين، فماذا ترون في هذا التأويل؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا البيان الذي أشار إليه السائل أردنا منه نصيحة إخواني العلماء والدعاة بأن يكون نقدهم لإخوانهم فيما يصدر من مقالات، أو نصيحة، أو محاضرة، أو ندوة أن يكون نقداً بناءاً بعيداً عن التجريح وتسمية الأشخاص؛ لأن هذا قد يسبب شحناء وعداوة بين الجميع، وكان من عادات النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن بعض أصحابه شيء لا يوافق الشرع نبه عن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم : (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا)، ثم يبين الأمر الشرعي عليه الصلاة والسلام. ومن ذلك أنه بلغه أن بعض الناس قال أما أنا فأصلي ولا أنام، قال الآخر: أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال آخر: أما أنا فلا أتزوج النساء، فخطب الناس عليه الصلاة والسلام وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (ما بالك أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني). فمقصودي هو ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مقصودي أن التنبيه يكون بمثل هذا الكلام، بعض الناس يقول كذا، وبعض الناس قال كذا، والواجب كذا، والمشروع كذا، يكون الانتقاد من غير تجريحٍ لأحد معين، ولكن من باب بيان الأمر الشرعي، أن الواجب كذا وأن المشروع كذا، وينبغي كذا من دون أن يقول فعل فلان، وقال فلان، حتى تبقى المودة والمحبة بين الإخوان وبين الدعاة وبين العلماء، ولست أقصد بذلك أناساً معينين، وإنما قصدت العموم، قصدت جميع الدعاة، وجميع العلماء في الداخل والخارج، نصيحتي للجميع أن يكون التخاطب فيما يتعلق بالنصيحة والنقد من طريق الإبهام لا من طريق التعيين، إذ المقصود التنبيه على الخطأ، والغلط والتنبيه على ما ينبغي في هذا المقام من بيان الصواب، والحق، من دون حاجة إلى تجريح فلان، أو فلان هذا هو المقصود وليس المقصود أحداً معيناً بذلك دون غيره. وفق الله الجميع. إذاً التصريح باسم صاحب الخطيئة ليس من مبادئ الإسلام؟ نعم.