شرح الحديث الذي ورد فيه: "قوم حدثاء الأسنان"

السؤال: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "قوم حدثاء الأسنان"؟ وأطلب منكم أن تتفضلوا بشرح الحديث كله؟

الإجابة

الإجابة: قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن هؤلاء الخوارج "قوم حدثاء الأسنان" أي أنهم ليسوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هم من النابتة التي نشأت بعد ذلك، وهذا من أمارات نبوته صلى الله عليه وسلم، فإنه حدث عنهم هذا الحديث وقد حصلت الفتنة في أزمان الصحابة فلم يدخلها أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما دخلتها هذه النابتة التي هي حدثاء الأسنان التي نبتت في الأمة الإسلامية وليس فيها أحد من الصحابة، لم يكن أحد من الصحابة خارجياً ولا شيعياً ولا ناصبياً، كل الصحابة نجوا من هذه الفتنة، "سفهاء الأحلام" أي أن في عقولهم خفة، فإن هؤلاء الخوارج أتوا إلى يهودي فجلسوا تحت ظل نخلة له أو جدار فلما أرادوا القيام، قال لهم أحدهم: إنكم قد غصبتم ذمة نبيكم، فهذا اليهودي من أهل الكتاب الذين يدفعون الجزية للمسلمين، فعليكم أن تعطوه عوضاً عن ظله الذي جلستم فيه!! فأتوه فعرضوا عليه أجرة ظله، فقال: "عجباً لقوم يذبحون عبد الله بن خباب بن الأرت، ويتورعون عن ظل نخلة لرجل يهودي!!".

"سفهاء الأحلام يتكلمون من قول خير البرية"، هؤلاء كلامهم من أحسن كلام الناس!! لكن كلامهم مخالف لأفعالهم، إذا قالوا سمعت إلى قولهم كحال المنافقين، وإذا فعلوا كان فعلهم مكذباً لقولهم، ومعنى قوله: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"، أنهم يخرجون من الدين كالسهم الذي يرمى به فيخرج من الرمية أي ما يرمى به، فإذا رميت به ظبية -مثلاً غزال- يخرج ويتجاوزه فلا يبقى في أثر دم ولا أثر فرث، وقد شرحت بقية الحديث في الكلام.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.