الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم: لفظ الحديث الذي احتج به صاحبك هو: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم
ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته" (أخرجه
البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً)، وفي
رواية: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم
الذين يلونهم، ثم يكون بعدهم قوم يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا
يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السِّمن" (أخرجه
البخاري ومسلم من حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه).
واعلم أن صاحبك قد جادل بالباطل، ولو بحث عن الحق لوجده، حيث فهم
الحديث على غير معناه، وأرى عدم الاستمرار في مجالسته ومجادلته، وإنما
الاكتفاء بنصحه مباشرة أو برسالة، وليس في الحديث ما يدل على ما ذكر،
والواقع يخالف ما فهمه، والتاريخ شاهد على ذلك.
وواجبنا أن نقوم بما أوجب الله علينا من الدعوة إلى الله، ولسنا
مكلفين بأن يستجيب الناس لنا، قال الله سبحانه: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ
فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: من الآية29]،
وقال سبحانه: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر:94]، إلى غير ذلك من
الآيات التي تدل على أن علينا البلاغ، أما الهداية فبيد الله عز وجل،
قال سبحانه: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ
الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد: من الآية40]، وفقك
الله وسددك.
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.