من أمة محمد؟

من هم أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهل الجيل الذي بعث فيهم إلى قيام الساعة، أم هم الذين آمنوا به وصدقوه واتبعوه؟

الإجابة

أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - جميع الثقلين الجن والإنس هم أمته، لكن يقال له أمة الدعوة، كلهم مدعوون، كلهم مكلفون مأمورون باتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومأمورون بتوحيد الله وطاعته، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - وترك ما نهى عنه كلهم مكلفون جنهم وإنسهم قال الله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة عليه الصلاة والسلام)، الأمة الثانية أمة الإجابة وهم الذين أجابوه واتبعوه، وهم الأمة التي أثنى الله عليها ومدحها، الذين أجابوه واتبعوا شريعته كما في قوله سبحانه: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ هؤلاء الذين آمنوا به لهم الفضل العظيم، أما أولئك الذين لم يؤمنوا فيقال لها أمة الدعوة فلهم النار يوم القيامة لعدم إيمانهم به - صلى الله عليه وسلم - إلا من لم تبلغه دعوته، ولم يعلم به لكونه في أطراف بعيدة فهذا يمتحن يوم القيامة ويسمون أهل الفترة، يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب ما طلب منه فهو إلى الجنة، ومن عصى دخل النار، أما الذين سمعوا به وعلموا به ولم يستجيبوا فإنهم يكونون من أهل النار، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (والذين نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم في الصحيح، ولقوله جل وعلا في كتابه العظيم: وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فهو رسول الله إلى الجميع عليه الصلاة والسلام، فمن اتبعه وسار على منهجه في توحيد الله وطاعته هو من أمة الإجابة وله الجنة يوم القيامة، ومن أبى كاليهود والنصارى والشيوعيين والوثنيين وسائر الملحدين من أبى عن الدخول في دينه فهو من أهل النار، إلا الذين لم يبلغهم أمره فهؤلاء يمتحنون يوم القيامة، ويقال لهم أهل الفترة، والله يقول سبحانه لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ويأمره بأن يبلغ الناس يقول جل وعلا، يأمر نبيه يقول ذلك: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ويقول سبحانه: هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ، فالله جعل القرآن بلاغاً، وهكذا ما أخبر به نبيه بلاغ عليه الصلاة والسلام، فالقرآن والأحاديث كلها بلاغ، فمن اتبع القرآن والسنة ووحد الله واتبع الشريعة فهذا هو المؤمن، وهؤلاء هم أهل الجنة وهم أمة الإجابة إلى يوم القيامة، ومن حاد عن السبيل ولم يستجب للدعوة من اليهود أو النصارى أو غيرهم فهو من أهل النار يوم القيامة، لكن من كان بعيداً في أطراف الدنيا لم يسمع عن القرآن ولا عن محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهذا يقال له من أهل الفترة، يسمى من أهل الفترة ليس عنده علم، فهذا يمتحن يوم القيامة، جاءت الأحاديث بأنه يمتحن يوم القيامة ويبعث إليه جزءٌ من النار فإن أجاب دخل الجنة، وإن عصى دخل النار. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.