حكم البناء على القبور وتجصيصها

يوجد عندنا مدافن على جبل من الرمل، وكان المعتاد، شق أخدود ووضع الميت فيه في تابوت من الخشب، فجاء بعض الناس وأراد البناء ليجمع العائلة كلها، فقال البعض: إن هذا محرم غير شرعي، واستند لحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ونهيه عن البناء عن القبور، وتجصيصها، و

الإجابة

البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وقباب أمرٌ لا يجوز، لنص النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقالت له أم سلمة، وأم حبيبة أنها رأتا في أرض الحبشة كنيسة ورأتا فيها صوراً كثيره، قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنو على قبره مسجداً، وصورا فيه تلك الصور، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: أولئك شرار الخلق عند الله)، فسماهم شرار الخلق، وفي الصحيح عن جابر - رضي الله عنه - عند مسلم، قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه) فالقبور لا تجصص ولا يبنى عليها، ولا يبنى عليها مساجد ولا تتخذ عليها قباب، بل هذا من وسائل الشرك، وهذا من عمل اليهود والنصارى، فالواجب الحذر منه، لكن إذا كانت الأرض رديئة يحفر فيها ويجعل فيها ما يمسك التراب من صندوق أو لوح أو ألواح حتى لا تنهار على الميت، أو حجارة، حتى لا ينهار، فيوضع الميت بينها، وإذا تيسر أرض صلبة جيدة تحفر فيها القبور يكون فيها ألحاد من جهة القبلة يوضع الميت في اللحد من جهة القبله، يكون هذا أفضل؛ لأن هذا هو الذي فعل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حفروا له وألحدوا له، وجعلوه في اللحد، وهذا هو الأفضل، فإن لم يتيسر؛ لأن الأرض رديئة يشق شق الأرض، ويجعل على جانبيه الشق ما يحفظ التراب من ألواح أو حجارة من دون بناء، ثم يوضع الميت ثم يوضع فوقه ألواح أو حجارة ثم يردم عليه التراب ويجعل عليه النصائب حتى يعرف أنه قبر، وتلتمس الأرض الطيبة، ما هو الأرض الرملية، إذا تيسر أرضاً طيبة يوضع فيها الميت حتى يحشر فيها، فإذا ما وجدت إلى الأرض الرديئة الرملية فيجتهدون في جعله في محل مناسب، ثم يجعل في حجارة أو ألواح تحفظه عن التراب، ثم يوضع الميت، ثم يوضع فوقه حجارة تقيه التراب، أو ألواح يقيه التراب، ثم يهال عليه التراب إذا لم يتيسر أرض طيبة جيدة يحفر فيها ويكون فيها لحد، ويوضع عليه اللبن، إذا تيسر هذا فهو السنة، أما إذا ما تيسر يكون شق في الأرض يوضع فيه الميت، وتوضع على جانبيه وأطرافه الحجارة حتى تقيه التراب، ثم يوضع فوقها حجارة كبيرة فوق الحجارة تستره وتمنعه من التراب، أو ألواح وهذا هو المشروع في هذه الحالة. جزاكم الله خيراً