حكم الصلاة على الغائب إذا كان قد صلي عليه

في بلدنا تقام بعد صلاة الجمعة صلاة تُسمى صلاة الميت الغائب، ويُجمع فيها عدد من أموات المسلمين من مختلف البلدان المجاورة لنا ويصلون عليهم، علماً بأن الأموات قد صُلي عليهم في بلدانهم المسلمة، فما رأي الشرع في ذلك؟ جزاكم الله خيراً

الإجابة

لا أعلم لهذا أصلاً، ولم يكن هذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا من فعل الصحابة رضي الله عنهم، ولا من فعل أتباعهم بإحسان، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما صلى على النجاشي لما مات في بلاده، فأخبر أصحابه أنه مات فصلى عليه لأنه رجل مسلم، قد نفع المسلمين وآوى المهاجرين وله شأن في الإسلام، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب، ولم يُحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي على كل أحد من الغائبين إذا ماتوا، إنما صلى على النجاشي وذكر بعض أهل العلم أنه يلحق بالنجاشي من كان مثل النجاشي، فالناس الذين لهم قدم في الإسلام من دعاة الهدى أئمة الإسلام، يصلى عليهم صلاة الغائب لا بأس، أما الصلاة على عموم الناس إذا ماتوا في بلاد غائبة هذا ليس له أصل، ولا ينبغي، بل هذا معناه أن الناس لا يزالون يصلون على موتاهم كل وقت، لأن الناس يموتون في كل وقت، فلا وجه لهذا ولا ينبغي فعله، وهو خلاف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد مات في عهده صلى الله عليه وسلم جم غفير ولم يصل عليهم، فلا ينبغي أن يصلى على غائب إلا إذا كان له شأن في الإسلام، كالنجاشي والعلماء المعروفين بالدعوة إلى الله، وأئمة الإسلام المعروفين بنصر الدين، ونحو ذلك، إذا صلي عليهم لا بأس، أما عامة الناس وأن يكون ذلك طريقة ماشية سائرة يُصلى على الغياب في كل وقت، هذا ليس له أصل والواجب تركه.