الأفضل للصائم الفطر في السفر مطلقاً

أيهما أفضل للمسافر الفطر أم الصيام، وخاصة السفر الذي لا مشقة فيه كالسفر في الطائرة أو الوسائل الحديثة الأخرى؟   

الإجابة

الأفضل للصائم الفطر في السفر مطلقاً، ومن صام فلا حرج عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه هذا وهذا. وهكذا الصحابة رضي الله عنهم. لكن إذا اشتد الحر، وعظمت المشقة، تأكد الفطر، وكره الصوم للمسافر؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلاً قد ظلل عليه في السفر من شدة الحر وهو صائم؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((ليس البر الصوم في السفر))[1]، ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته))[2] وفي لفظ: ((كما يحب أن تؤتى عزائمه))[3]. ولا فرق في ذلك بين من سافر على السيارات أو الجمال أو السفن والبواخر وبين من سافر في الطائرات. فإن الجميع يشملهم اسم السفر، ويترخصون برخصه، والله سبحانه شرع للعباد أحكام السفر والإقامة في عهده صلى الله عليه وسلم ولمن جاء بعده إلى يوم القيامة. فهو سبحانه يعلم ما يقع من تغير الأحوال وتنوع وسائل السفر. ولو كان الحكم يختلف لنبه عليه سبحانه كما قال عز وجل في سورة النحل: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[4]، وقال سبحانه أيضاً: وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ[5]. [1] رواه البخاري في الصوم باب قول النبي لمن ظلل عليه واشتد الحر: "ليس من البر.." برقم 1810، ومسلم في الصيام باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر برقم 1879. [2] رواه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة باقي مسند ابن عمر برقم 5600. [3] رواه ابن حبان في صوم المسافر باب ذكر الخبر الدال على أن الإفطار في السفر أفضل من الصوم برقم 3526، وابن أبي شيبة في مصنفه باب في الأخذ بالرخص برقم 24794. [4] سورة النحل، الآية 89. [5] سورة النحل، الآية 8. نشر في كتاب (تحفة الإخوان) لسماحته ص161 ، و في (جريدة عكاظ) العدد (11811) بتاريخ 5/9/1419 ه - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر