الإجابة:
ذكر العلماء أنه يكره للإنسان أن يؤثر غيره بمكانه الأفضل؛ لأنه هو
أحق به، وهو بحاجة إلى مزيد الثواب. قال في (الإقناع) و(شرحه): ويكره
إيثاره غيره بمكانه الأفضل، ويتحول إلى ما دونه، كالصف الأول، ونحوه،
وكيمين الإمام؛ لما في ذلك من الرغبة عن المكان الأفضل، وظاهره: ولو
آثر به والده، ونحوه.
ولا يكره للمُؤْثَر قَبولُه المكان الأفضل، ولا ردّه، قال سندي: رأيت
الإمام أحمد قام له رجل من موضعه فأبى أن يجلس، وقال: ارجع إلى موضعك،
فرجع إليه.
ولو آثر الجالسُ بمكان أفضل زيداً فسبقه إليه عمرو، حَرُمَ على عمرو
سبقه إليه؛ أشبه ما لو تحجر مواتاً ثم آثر به غيره، وهذه بخلاف ما لو
وسّع لرجل في طريق فمر غيره؛ لأن الطريق جعلت للمرور فيها، والمسجد
جعل للإقامة فيه. والله أعلم.