ترك الصلاة في المسجد الذي به قبر

لقد انتقلت من القرية لغرض العمل في مكان صحراوي لمدة أشهر، وكان قرب هذا المكان يوجد قرية وبها مسجد وفيه قبر، وفي بداية الأمر كنت أذهب لصلاة الجمعة إلى هذه القرية؛ لأنها الوحيدة القريبة منا، ولكن عندما اتضح بأن المسجد به قبر تركت الصلاة، وطول مدة عملي في هذا المكان وأنا لا أصلي الجمعة، علماً بأن جميع الفروض أصليها كاملة، فهل علي ذنب في تركي الصلاة طول هذه المدة، واعني صلاة الجمعة، جزاكم الله خيراً.

الإجابة

ليس عليك بأس لأن المساجد التي فيها القبور لا يصلى فيها، وعليك أن تعيد ما صليت في المسجد هذا، الذي فيه القبر، عليك أن تعيد صلواتك تعيدها ظهراً، وتصلي في محلك وإذا تيسر بقربك جيران يصلون فصل معهم وجب عليكم أن تصلوا جماعة بحيث تجتمع مع جيرانك وتصلون جماعة في بيت أحدكم أو في مسجد تقيمونه سليم من القبور، وعليكم أن تنصحوا أصحاب المسجد، تجتمع أنت وإخوانك الطيبون بالمسؤولين عن المسجد حتى يزال القبر من المسجد حتى ينقل إلى القبور، ينبش وينقل إلى القبور حتى يبقى المسجد سليماً من القبور، الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، فنهاهم عن اتخاذها مساجد، ورأى عمر أنس أراد أن يصلي حول قبر فقال له عمر: "القبر القبر" ننبه أن هناك قبر حتى لا يصلي حوله، المقصود أن الصلاة في المساجد التي فيها قبور، أو الصلاة في القبور أو في المقبرة كلها باطلة، فالواجب على المسلمين أن يحذروا ذلك وأن تكون مساجدهم سليمة من القبور، والواجب على العلماء أن ينبهوا الناس، الواجب على العلماء في كل مكان وفي كل دولة أن ينبهوا الناس على ذلك حتى تسلم المساجد من القبور، وكل مسجد فيه قبر يجب نبش القبر وإبعاده عن المسجد إلا إذا كان المسجد بني عليه والقبور سابقة والمسجد بني على القبور فإنه يهدم وتبقى القبور على حالها، أما إذا كان المسجد هو القديم، ثم دفن فيه عالم أو غيره، فإنه يجب نبشه ونقل الرفات إلى المقبرة العامة في حفرة خاصة يسوى ظاهرها كسائر القبور حتى يبقى المسجد سليماً، وحتى يصلي المسلمون فيه، هذا هو الواجب على الأمراء والعلماء أن يعنوا بهذا الأمر، وألا يتساهلوا فيه لأن هذا من الشعائر الظاهرة التي يجب العناية بها والله يهدي الجميع، نسأل الله للجميع الهداية.