هل قول الزور من مبطلات الصيام؟

السؤال: بعض أهل العلم يستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" على أن قول الزور من مبطلات الصيام، فهل هذا في محله؟

الإجابة

الإجابة: هذا في غير محله، وتوجيه الحديث مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الإنسان ليصلي وما كُتب له من صلاته إلا نصفها، إلا ربعها، إلا عشرها" وما أشبه ذلك، فالمراد أن الصوم الكامل هو الذي يصوم فيه الإنسان عن قول الزور والعمل به.

أما الصيام فمعروف كما قال تعالى: {فَالنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَٰكِفُونَ فِي الْمَسَٰجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.

فهذا هو الصيام: أن يصوم عن هذه الأشياء وما شابهها، وأما الصوم عن القول المحرم والعمل المحرم فلا شك أنه أكمل وأفضل، وهذه هي الحكمة من الصوم، ولكنه ليس شرطاً فيه، قال الإمام أحمد رحمه الله: "لو كانت الغيبة تفطر ما كان لنا صيام، من يسلم من الغيبة؟"، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به"، ما قال: بطل صومه أو صيامه لا يقبل، بل قال: "ليس لله حاجة" يعني ليست هذه الحكمة من الصوم، الحكمة من الصوم عما حرمه الله تعالى.



مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد التاسع عشر - باب ما يكره وما يستحب.