المشروع في دعاء الخطيب يوم الجمعة

في أثناء الخطبة يقوم الخطيب بالدعاء رافعاً يديه إلى السماء والناس يُؤمنون على دعائه بقولهم: آمين، وقد سمعنا من خلال برنامجكم أن هذا غير جائز، أي أن التأمين على دعاء الخطيب غير وارد، فالسؤال هنا: ماذا يفعل الجالسون إذا قام الخطيب بالدعاء بصوت مرتفع، هل يرفعون أيديهم معه، أم ماذا يفعلون؟ وأرجو أن تفيدونا عن الأفضل للخطيب فعله في الخطبة، هل هو تطويلها أم اختصارها، وما هي المواضيع التي تفضلون للخطيب أن يتناولها، هل هي سرد القصص، أم بيان الأمور الفقهية، أم فيما يخص العقيدة؟ أرشدونا إلى الصواب، وجزاكم الله عنا كل خير؟.

الإجابة

المشروع للخطيب الاقتصاد في الخطبة ، وعدم التطويل ؛ قال النبي - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : (إن طول صلاة الرجل ، وقصر خطبته مئنة من فقهه ، فأطيلوا الصلاة، وقصروا الخطبة) خرجه مسلم في صحيحه من حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنه -. وهذا يدل على أن السنة والأفضل أن يطيل الصلاة ويقصر الخطبة تقصيراً لا يخل بالمقصود ، ويشرع له أن يتحرى ما يحرك القلوب ويقربها من الله ويباعدها من أسباب غضبه ، ويذكر في خطبته ما يحتاجه الناس من الأحكام الشرعية القيام بما أوجب الله وما حرم الله، ويكون فيها تحريك القلوب بالوعظ والقصص المفيدة النافعة ، والآيات القرآنية التي فيها الوعظ والتذكير، والترغيب والترهيب ، ولا يرفع يديه في الخطبة إلا في الاستسقاء ، إذا كان يستغيث ، يطلب السقيا ، يطلب المطر يرفع يديه كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لما استسقى في خطبة الجمعة رفع يديه. أما الخطب العادية التي ليس فيها استسقاء فإنه لا يشرع فيها رفع اليدين بل يدعو من دون رفع اليدين هكذا السنة ، والمأموم إذا أمَّن بينه وبين نفسه على الدعاء لا حرج إن شاء الله ، بينه وبين نفسه ، .... تقدم ، ولا يرفع يديه المأموم كالإمام إلا في الاستسقاء إذا استسقى ، يعني إذا طلب الغوث من الله وهو المطر فإنه يرفع يديه ؛ كما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه في الاستسقاء ، والمأمومون كذلك يرفعون يديه إذا رفع الإمام في الاستسقاء ، أما خطب الجمعة العادية فإنه لا يرفع فيها ، وهكذا خطب العيد لا يرفع فيها ، الرفع في خطبة الاستسقاء خاصة ، كما ثبت ذلك عنه - عليه الصلاة والسلام -. جزاكم الله خيراً.