هل حبة البركة السوداء تمنع الحسد ؟

السؤال: إحدى صديقاتي أخبرتني بأن حبة البركة السوداء يمكن أن تزيل الحسد. وسردت قصة طويلة عن ذلك وردت في الإسلام (كان يوجد رجل شديد الحسد فبعث الكفار به إلى قافلة من المسلمين كان هذا أيام الرسول صلى الله عليه وسلم و قد ذهب هذا الرجل و قد حسد جميع الجمال ما عدا واحدة وعندما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم قال أن الجمل كان يحمل حبة البركة السوداء لذا لم يصبها شيء). هل هذا صحيح؟ وأريد الشيء الصحيح الذي يُذهب الحسد، ويكون موافقاً للطريقة الشرعية.

الإجابة

الإجابة: لا هذا الحديث ليس بصحيح ليس لهذه القصة إسناد يعرف. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى علاج الإصابة بالعين وجاء عنه ما يلي:
-القراءة: فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: "لا رقية إلا من عين أو حمى" وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه و سلم فيقول: (باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك).

-الاستغسال: من ذلك ما رواه النسائي و ابن ماجة أن عامر بن ر بيعة مر بسهل بني حنيف و هو يغتسل، فقال لم أرك اليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لبط به، فأتي به رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقيل له: أدرك تسهيلاً صريعاً، فقال: (من تتهمون؟) قالوا عامر بن ر بيعة، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة" ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه و يديه إلى المرفقين و ركبتيه وداخله إزاره، و أمره أن يصب عليه و في لفظ يكفأ الإناء من خلفه.

-ومما يؤدي إلى التحرز من العين، ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم، فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعوذ الحسن و الحسين و يقول: "أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان و هامة، و من كل عين لامة" و يقول: "هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق و إسماعيل عليهما السلام" رواه البخاري.

وقد ورد ما يدل على أن الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي ويفعل الرقية في العين والحسد، ولا أعرف حديثاً أوصى فيه بالحبة السوداء في علاج الإصابة بالعين أو الحسد. والله أعلم.