ما هو تعريف الإسلام للإرهاب؟

السؤال: ما هو تعريف الإسلام للإرهاب؟

الإجابة

الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..

الإرهاب في اللغة العربية من الرهبة وهي الخوف ..

وقد ورد في القرآن في قوله تعالى { لأنتم أشد رهبة في صدروهم من الله} وقال أيضا { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} وقد بين الله تعالى في هاتين الآيتين أنه يحب أن يكون المسلمون بحيث يرهبهم عدوهم ويخاف منهم ، وهذا ما يسمى هذه الأيام في الاصطلاح السياسي ( توازن الرعب ) أي أن يكون كل من الطرفين المتصارعين يخاف من الآخر بسبب قوته العسكرية ..

ولهذا تسعى الدول الكبرى إلى امتلاك السلاح النووي لأنه يؤدي إلى إرهاب العدو ، فيمنعه من الاعتداء والهجوم ، كما يقال ( الاستعداد للحرب يمنع الحرب ) فالله تعالى أمر المؤمنين أن يكونوا مرهوبين من عدوهم ، يخشاهم عدوهم ويحسب لهم ألف حساب ؛ لان هذا سيجعلهم أمة مهيبة الجانب عزيزة لا يتجرأ أحد أن يغزوها ولكن هذا اللفظ يستعمله الغرب هذه الأيام لاتهام المسلمين والجهاد الإسلامي به ، وقد اختاروه لسببين :
أنهم لا يريدون أن يقولوا الخطر الإسلامي أو التهديد الإسلامي بدل الإرهاب ، خشية أن يكون هذا الإطلاق سببا في استثارة المسلمين وتوحدهم ضد الخطر الذي يهدد دينهم .
الثاني : أنها كلمة تنفر منها النفوس لان الإنسان إذا رهب من شيء كرهه ، فأرادوا تنفير الناس من الجهاد الإسلامي .

ثم الغرب يتلاعب في المقصود من هذا اللفظ حسب مصالحه السياسية ، فيطلق على المسلمين الذين يجاهدون اليهود أو الروس أو الهندوس إرهابيين مع أنهم يدافعون عن حقوقهم المشروعة ، و لا يطلق على اليهود الذين قتلوا في سنة واحدة هي هذه السنة التي مضت منذ اندلاع الانتفاضة 140 طفلا فلسطينيا فضلا عن الأبرياء الذين سفكت دماؤهم من عقود طويلة على التراب الفلسطيني لا يطلقون عليهم إرهابيين ، كما أنهم لا يطلقون على أمريكا أنها دولة إرهابية وقد ملأت العالم إرهابا للآمنين وكم قتلت من أطفال العراق بسبب الحصار ، وكم قتلت وسفكت من دماء الأبرياء في اليابان والفيتنام وغيرها ، وكم حاكت من مؤامرات على دول بعيدة عنها فأحدثت فيها حروبا أهلية طمعا في مصالحها السياسية والاقتصادية .

ولايطلقون على إرهاب الدولة الذي هو أشد وأقبح وأشرس مما يفعله الأفراد ، لا يطلقون عليه إرهابا ، وكثير من الدول الصديقة لأمريكا تستعمل قوة الدولة لقتل وتعذيب المعارضين السياسيين، بما يتعارض مع كل حقوق الإنسان ، ومع ذلك لاتسمي أمريكا ذلك إرهابا ، بل تتغاضى عنه لأنه يصب في مصالحهم ويعزز هيمنتهم على الشعوب الإسلامية.

والخلاصة أن الإعلام الغربي هو الذي روج لهذا الاصطلاح وتركه مبهما حتى يتلاعب في معناه حسب مصالحه ، ويجعله مجرد ذريعة لإعلان الحرب على كل من يهدد مصالحه وتفوقه السياسي والعسكري والاقتصادي على العالم .

وأما في الإسلام فلدينا لفظ ( الغلو ) ومعناه مجاوزة الحد المشروع في كل شيء فإذا كان المجاهدون يهاجمون غير المقاتلين بمن فيهم الأطفال والنساء ، أو يجعلون الجهاد في غير موضعه الشرعي فيؤدي إلى فساد في الأرض ، فمثل هذه الأعمال غير المشروعة اسمها في الإسلام الغلو وقد قال صلى الله عليه وسلم ( إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك الذين من قبلكم الغلو في الدين )أو كما قال صلى الله عليه وسلم

والله أعلم