حكم صيام من به مرض مزمن

بينما كان راكباً إحدى السيارات العسكرية إذ تعرض لحادث انقلاب نتج عنه إصابته بكسر في العمود الفقري مما جعله طريح الفراش، وأفقده بعض الإحساس بأجزاء من جسده, وبما قد يخرج منه من نواقض الوضوء، وقد يحصل عنده أيضاً انسداد في المجاري البولية مما جعل الأطباء ينصحونه بالإكثار من الشرب باستمرار، فهو يسأل عن صيام رمضان ماذا يفعل فيه، وماذا يجب عليه فعله إن أفطر وهو بهذه الحالة، لا أمل في شفائه من هذا المرض، فهل عليه كفارةٌ وما هي؟. أيضاً يسأل بالنسبة للصلاة ، كيف يصلي وكيف يتوضأ ؟ وماذا يعمل لو انتقض وضوؤه دون شعور أو إحساس منه بذلك أثناء الصلاة ؟ كيف يتصرف في جميع هذه الحالات ؟.

الإجابة

أما الصوم فعليه أن يصوم إذا كان يستطيع الصوم ، عليه أن يصوم إذا كان يستطيع الصوم, أما إن كان الأطباء قرروا أنه يضره الصوم بسبب المرض الحاضر فإنه لا يصوم, وإذا قرروا أنه لا يرجى برؤه براءً يمكنه من الصوم فإنه لا يصوم أيضاً, وعليه إطعام مسكين عن كل يوم, كالشيخ الكبير, والعجوز الكبيرة الذين لا يستطيعان الصوم, فإنهما يكفران بإطعام مسكين عن كل يوم, فهكذا المريض الذي لا يرجى برؤه إذا قرر الأطباء أنه لا يرجى برؤه ، حكمه حكم الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، يطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من التمر, أو غيره من قوت البلد وهو كيلوا ونصف تقريباً، أما إن كان يرجى برؤه ويرجى شفاؤه ولكنه يضر في الصوم فإنه لا يصوم حينئذ، ولكن متى برئ وعافاه الله يصوم ولا يطعم, أما الصلاة فإنه يصلي على حسب حاله، عليك أيها الأخ أن تصلي على حسب حالك توضأ إن كنت قادراً على الوضوء بالماء يقرب لك الماء فتتوضأ، فإن لم تقدر تيمم بعد أن تمسح الخارج بالمناديل، الخارج من القبل والدبر إذا دخل الوقت تمسح أنت أو من يقوم عليك ممن يخدمك تمسح الخارج بالمناديل ثلاث مرات أو أكثر؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يستنجى بأقل من ثلاثة أحجار فلا بد من ثلاث مسحات أو أكثر للقبل والدبر حتى يزال الأثر, وحتى لا يبقى أثر في الدبر والقبل ، وبعد هذا تتوضأ وضوء الصلاة إن قدرت وإلا فالتيمم يكفي ، تضرب التراب بيديك يحضر التراب في إناء أو في كيس, أو في خرقة، فتضرب في التراب يديك وتمسح وجهك وكفيك مرة واحدة وتصلي في الوقت، تجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء ، وتصلي الفجر في وقتها حسب طاقتك, وأنت في فراشك على جنبك, أو مستلقياً, أو قاعداً حسب طاقتك فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ(التغابن: من الآية16), والنبي-صلى الله عليه وسلم- قال للمريض : (صل قائماً, فإن لم تستطع فقاعداً, فإن لم تستطع فعلى جنب, فإن لم تستطع فمستلقياً), هكذا قال النبي-صلى الله عليه وسلم – للمريض, وأنت مريض هذا هو الذي يجب عليك أن تصلي قائماً إن قدرت, فإن عجزت صليت قاعداً, فإن عجزت صليت على جنبك ، فإن عجزت صليت على مستلقياً إلى القبلة، تجعل رجليك إلى القبلة تجعل رجليك إلى القبلة وتشير بيديك, وتكبر الإحرام رافعاً يديك لركوع كذلك, تقرأ وتنوي الركوع وتكبر, وتنوي الرفع فترفع تقول سمع الله لمن حمده، وتنوي السجود فتكبر وتهوي إلى السجود وهكذا بالنية و بالكلام, أولاً تنوي الصلاة وتكبر, ثم تأتي بالمشروع من الاستفتاح و القراءة، ثم تنوي الركوع وتكبر وتقول سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم, سبحان ربي العظيم، وأذكار الركوع, ثم تنوي الرفع تقول سمع الله لمن حمده، بينة الرفع من الركوع ربنا ولك الحمد إلى آخره ، ثم تنوي السجود تقول الله أكبر ناوياً السجود, وتقول سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى ، إلى أخره, ثم تنوي الرفع تقول الله أكبر ناوي الرفع من السجدة الأولى، ربي اغفر لي ، رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، ثم تكبر ناوي السجدة الثانية وهكذا بالنية والكلام المشروع, والله يقول- سبحانه-: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا(البقرة: من الآية286), ويقول-عزوجل- فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ(التغابن: من الآية16) ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) والحمد لله. شفاك الله . لو كان قرر أنه لا يرجى برؤه من هذا المرض وكان الحكم كما تفضلتم أن يطعم عن كل يوم مسكيناً ، لكن حصل أن برئ بعد ذلك فالله قادر على كل شيء فهل يقضي أو يكفي الإطعام؟ إن قضى فهو الأحوط ، وهو يجزئ على الصحيح؛ لأن فعله حال اعتقاد أنه معذور فإن شافاه الله ، اختلف العلماء منهم من قال يقضي ومنهم من قال لا يقضي ، فإن قضى فهو أحوط؛ لأنه ظهر أنه غير ميئوس منه لما برئ ظهر أن الواقع أنه غير ميئوس منه ما يقضي، وقال قوم فعل ما شرعه الله على اعتقاد أنه غير البر فيجزؤه ذلك.