يصيبني وسواس لا يتركني لحظة واحدة في كل حركة

السؤال: أنا شابٌ مسلم في بدء الالتزام، وتعرضني تبعات من الشيطان كثيرة، وبعدما كنت قد وصلت مرحلة طيبة من الالتزام، أحسن قليلاً من الذين هم حولي، بدأت أرى الناس الذين كنت أراهم أقل مني التزاماً، أصبحوا أحسن مني وأسبق مني إلى طاعة الله، وأنظر إلى نفسي فأجد نفسي في انحدار شديد بعيداً عن الالتزام الذي كنت فيه، وإني أقاوم نفسي والشيطان بكل طريقة، ولا أجد من يشعر بما يمزق صدري وقلبي من الداخل أو من أفضي إليه بما يدور في نفسي من أباطيل يضعها الشيطان في صدري، وإن هذا الوسواس لا يتركني لحظة واحدة في كل حركة، وفي كل سكنة، فهل من أحد يقف بجانبي أمام هذا الوساوس الشيطانية؟

الإجابة

الإجابة: ننصحك بترك الوساوس والإعراض عنها والإكثار من تلاوة القرآن والأعمال الصالحة واللجوء إلى الله والتضرع إليه ودعائه سبحانه أن يدفع عنك كيد الشيطان، ويثبتك على الحق، ويسدد خطاك، فإنه سبحانه بيده نواصي العباد جنهم وإنسهم يصرفها كيف يشاء.

وإياك والإعجاب بعبادتك والاغترار بحسن سلوكك وكثرة أعمالك الصالحات، ولا تنظر في العبادة وشؤون الآخرة إلى من هو دونك فإن ذلك مدرجة للغرور وقلة الأعمال الصالحات والتباطؤ عنها ولعب الشيطان على المسلم وتثبيط همته عن الخير، وانظر إلى من هو فوقك في الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بذلك والحرص عليه، فإنها أدعى إلى الازدياد من الأعمال الصالحات والمسارعة إلى مغفرة الله ورحمته والنهوض إلى الدرجات العلى والنعيم المقيم، عسى الله أن يثبتك على الحق ويهديك سواء السبيل ويزيل عنك الوساوس.

وننصحك أيضاً بقراءة كتاب [تلبيس إبليس] تأليف أبي الفرج بن الجوزي فإنه عُني بالكتابة في الموضوع، ونرجو أن ينفعك الله بقراءته.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد التاسع عشر (العقيدة).