السؤال عن العبادة قبل التلبس بها

سمعنا في حلقة من حلقات برنامج نور على الدرب - وأعتقد أنها الماضية لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز- وكثير من هذه الأسئلة كان من المفروض للحجاج أن يرسلوها، أو المسلمين أن يرسلوها قبل أن يتلبسوا بالعبادة، لا أن يرسلوها بعدما يتلبسون بالعبادة ويخطئون، فما موقف الإسلام من ذلك، وما رأي الشيخ

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه. أما بعد: هذا هو الواجب، الواجب على المسلم أن يسأل قبل التلبس بالعبادة، يسأل عن أمور دينه، ويتفقه في دينه قبل أن يتلبس بالعبادة، يسأل عن أمور الحج قبل أن يحج، يسأل عن أمور الصلاة قبل أن يشرع في الصلاة، يسأل عن الصيام قبل أن يشرع في الصيام، إذا تيسر ذلك، يعني لا..... بل يبادر ويسارع إلى السؤال قبل الشروع في العبادات، لكن لو قدر أنه فرط وتساهل ولم يسأل إلا بعد ذلك قلا حرج المهم أنه تعلم، مثلما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة). وقال عليه الصلاة والسلام: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). فالواجب على أهل الإسلام أن يتعلموا ويتفقهوا قبل أن يقعوا في الخطأ في عباداتهم ، في صلاتهم في صومهم في حجهم في جهادهم، في جميع أمورهم، لكن لو قدر أنه غفل وسأل بعدما صلَّى عما جرى في صلاته ، أو عما جرى في صيامه، كل هذا طلب علم، كله واجب متعين، الله قال – تعالى- : فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [(النحل:43)]. قبل العبادة وبعدها، قبل التلبس وبعد التلبس، لكن كونه يتأهب، كونه يسأل قبل أن يتلبس، كونه يعد نفسه إعدادا كاملاً حتى إذا شرع في العبادة إذا هو يؤديها عن علم وعن بصيرة هذا هو الواجب، وهذا هو الطريق السليم.