حلق بعض الدعاة للحية

عندنا في السودان ناس يدعون إلى الإسلام ويعملون لإعلاء كلمة الله وتطبيق شرع الله، ولكن تطالعنا صور بعضهم وهم من قادة هذه الدعوة بدون لحى، أي: يحلقون اللحية، والرسول - صلى الله عليه وسلم- أمر بإطلاق اللحى في عدة أحاديث، ما رأي سماحتكم في مخالفة هذا الأمر؟

الإجابة

الداعي إلى الله جل وعلا، والمعلم لعباد الله ليس بمعصوم، فإذا كان يدعو إلى الله جل وعلا، ويرشد الناس إلى الخير، فهو مشكور، وله أجره العظيم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، والله يقول سبحانه: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين، فالدعوة إلى الله وإلى توحيده وإلى طاعة أوامره وترك نواهيه هذه هي سبيل الرشد، قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة، والداعي إلى الله قد يقع منه بعض المعاصي ليس بمعصوم، فلا تزهد فيه من أجل هذه المعصية، اسمع ما يقوله من الحق، قال الله، قال رسوله، واستفد من ذلك وانتفع بذلك، وادع الله له أن يوفقه لتوفير لحيته وإرخائها وإعفائها، فلا شك أن حلق اللحية محرم ومنكر كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (قصوا الشوارب وأعفو اللحى، خالفوا المشركين)، وقال- صلى الله عليه وسلم-: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين)، وقال في اللفظ الآخر: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس)، كلها أحاديث صحيحة، بعضها في الصحيحين وبعضها في صحيح مسلم، فالواجب على كل مسلم وإن كان من غير أهل العلم أن يعفيها وأن يوفرها وأهل العلم أولى بهذا لأنهم الدعاة ولأنهم القدوة فالواجب عليهم أن يوفروها وأن يحترموها طاعة لله ولرسوله، وعملاً بشرع الله، وحتى تقبل دعوتهم، وحتى لا يساء بهم الظن، لكن لو قصر في ذلك، فإنك لا تترك الاستجابة لدعوته في الحق، وعليك أن تقبل الدعوة بالحق، وإن كان صاحبها مقصراً في بعض الأمور، فليس الداعية إلى الله كاملاً ولا معصوماً فقد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله وعنده بعض النقص، فاقبل منه فيما دعا إليه من الخير والهدى وانصحه فيما قصر فيه، نصيحة المؤمن لأخيه باللطف والأسلوب الحسن، وأنت مأجور، وهو مأجور، هو مأجور على دعوته وعلى ما قال به من الخير، وأنت مأجور على النصيحة والتوجيه إلى الخير، ولا يمنعك تقصيره من أن تقبل دعوته في الخير، وأنت تعينه على الخير، وفق الله الجميع.