حاضت في الحج وأخرى وضعت في وقوفها بعرفة

ماذا تفعل المرأة إذا جاءتها العادة أو الدورة الشهرية في الحج؟ وماذا تفعل المرأة النفساء إذا وضعت مولودها في يوم الوقوف بعرفات؟

الإجابة

كلتا الحادثتين وقعتا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-فقد حجت عائشة رضي الله عنها وأصابها الحيض يعني الدورة الشهرية في مكة قبل الخروج إلى منى وعرفات، فأمرها النبي -صلى الله عليه وسلم-أن تغتسل للنظافة وتلبي في الحج مع العمرة، وكانت قد دخلت للعمرة فجاءها الحيض في شريف موضع قرب مكة قبل أن تطوف وقبل أن تسعى فأمرها أن تلبي بالحج وأن تدع العمرة وتكون بهذا قارنة للحج والعمرة ففعلت فلما طافت وسعت يوم العيد قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم- طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك، فأخبرها -صلى الله عليه وسلم-أن عملها هذا يكفيها للحج وهو الطواف والسعي، يعني دخلت العمرة في الحج، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (دخلت العمرة والحج إلى يوم القيامة)، هذا شأن الحائض إذا أصابها الحيض قبل أن تطوف وتسعى للعمرة، فإنها تلبي بالحج وتدخل معها العمرة، وتكون قارنة ويكون عملها واحداً تطوف لحجها وعمرتها طوافاً واحداً سبعة أشواط، وتسعى سعياً واحداً سبعة أشواط، ويكفيها ذلك لحجها وعمرتها، أما من جاءها الحيض وقد فرغت من العمرة بأن طافت وسعت وقصرت وحلت ثم جاءها الحيض قبل خروجها إلى منى أو في منى أو في عرفات فإنها تكمل الحج تفعل ما يفعله الحجاج كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(افعلي ما يفعله الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري)، فأمرها أن تفعل ما يفعله الحجاج، غير ألا تطوف حتى تطهر، فتقف مع الناس في عرفات تذكر الله سبحانه وتعالى، وتدعو وتقف معهم في مزدلفة تذكر الله وتدعو، ترمي الجمار يوم العيد، وهكذا أيام بعدها، أيام التشريق وتبيت يمنى أيام منى، تفعل ما يفعله الحاج من كل شيء، إلا أنها لا تطوف تبقى عن الطواف حتى تطهر، فإذا طهرت اغتسلت وطافت لحجها وسعت، هذا هو المشروع فيمن أصيبت بالدورة الشهرية وهي الحيض فلا يمنعها هذا الحيض إلا من الطواف والسعي يكون بعد هذا الأفضل يؤجل معه السعي فإذا طهرت طافت وسعت ولو بعد أيام منى لا يضرها ذلك، أما إذا كان الحيض أصابها قبل أن تحل من العمرة فقد تقدم البيان، وأنها تلبي بالحج مع العمرة وتكون قارنة ويكفيها الطواف والسعي للأمرين جميعاً للحج والعمرة جميعاً كما تقدم، أما النفساء فهي مثل الحائض وقد أصاب ذلك أسماء بنت عميس فإنها ولدت في ميقات حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-ولدت محمد بن أبي بكر الصديق، ولدته في ذي الحليفة فأمرها النبي -صلى الله عليه وسلم-أن تغتسل يعني للنظافة وأن تستتر بشيء يحفظ عنها الدم وأن تلبي مع الناس، ففعلت رضي الله تعالى وأرضاها فاغتسلت ولبت مع الناس وحجت مع الناس، لكنها لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر كما في حق الحائض، تفعل ما يفعله الحجاج من التلبية والذكر والوقوف بعرفة يوم التاسع والمبيت بمزدلفة ليلة العاشرة، ورمي الجمار يوم العيد وبعده والمبيت بمنى أيام منى كل هذا تفعله النفساء كالحائض وكالطاهرات لكن يبقى عليها الطواف والسعي فإذا طهرت من نفاسها ولو بعد منى بأيام تطوف وتسعى لحجها والحمد لله كما فعلت أسماء بنت عميس بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-.