العادات المتبعة في العزاء من الولائم وقراءة القرآن

يسألون عن العادات المتبعة لدى البعض في العزاء، من الولائم، وقراءة القرآن، والأربعينيات، والسنويات أيضاً، وما شاكل ذلك، ويرجون التوجيه من سماحة الشيخ؟

الإجابة

هذه عادات لا أصل لها، ولا أساس لها، بل هي من البدع ومن أمر الجاهلية. كونه يقيم وليمة إذا مات الميت يدعوا إليها الجيران والأقارب ونحو ذلك، ويقيمونها بالبكاء أو بالقراءة أو نحو ذلك هذه بدعة لا تجوز وهكذا إقامتها لا رأس الأربعين وعلى رأس الأسبوع أو على رأس السنة كلها من بدع الجاهلية، كلها مما لم يشرعه الله - سبحانه وتعالى -، وإنما المشروع لأهل الميت الصبر والاحتساب والعزاء مما أصابهم أن يتعزوا بالله وأن يرضوا عما قدر عليه - سبحانه وتعالى - ويتحسب الأجر عنده - عز وجل -، ولا مانع من أن يصنعوا لأنفسهم الطعام العادي لأكلهم وحاجاتهم، وهكذا لو نزل بهم ضيف وصنعوا له طعاماً عادي لا بأس. أما أن يصنعوه من أجل الموت ومن أجل المأتم ومن أجل إقامة مأتم يجمعون الناس ليقرءوا القرآن أو ليقرءوا الأحاديث أو الأشعار أو ليبكوا معهم وينوحوا معهم فكل هذا من البدع المحدثة وليس له أصل في الشرع المطهرة. ويشرع لأقاربهم وجيرانهم أن يصنعوا لهم طعاماً ويرسلونه إليهم لأنهم مشغولون بالمصيبة، فإذا صنع لهم جيرانهم أو بعض أقاربهم طعاماً يوم الموت أو يوم الثاني أو نحوه، وأرسلوه إليهم جبراً لمصابهم وإعانة لهم على المصيبة؛ لأنهم مشغولون، وقد لا يتفرغون للطبخ، وقد يكسلون عن ذلك لشدة المصيبة، فهذا أمر مشروع، وقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه لما أتى نعي جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - حين قتل في مؤتة في الشام وجاء خبره إلى المدينة - رضي الله عنه - أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أهله أن يصنعوا طعاماً لأهل جعفر، وقال: اصنعوا لهم طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم). يعني بعثوا لهم طعاماً من أهله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل جعفر لأنهم قد أتاهم ما يشغلهم يعني يشغلهم عن صنع الطعام، فهذا أمر مشروع وليس فيه بأس. بارك الله فيكم.