ما رأي فضيلتكم في قولهم: "المادة لا تفنى ولا تزول ولم تخلق من عدم"؟

السؤال: ما رأي فضيلتكم في قولهم: "المادة لا تفنى ولا تزول ولم تخلق من عدم"؟

الإجابة

الإجابة: القول بأن المادة لا تفنى وأنها لم تخلق من عدم كفر لا يمكن أن يقوله مؤمن، فكل شيء في السماوات والأرض سوى الله فهو مخلوق من عدم كما قال الله تعالى: {الله خالق كل شيء}، وليس هناك شيء أزلي أبدي سوى الله.

وأما كونها لا تفنى فإن عنى بذلك أن كل شيء لا يفنى لذاته فهذا أيضاً خطأ وليس بصواب، لأن كل شيء موجود فهو قابل للفناء، وإن أراد به أن من مخلوقات الله مالا يفنى بإرادة الله فهذا حق، فالجنة لا تفنى وما فيها من نعيم لا يفنى، وأهل الجنة لا يفنون، وأهل النار لا يفنون، لكن هذه الكلمة المطلقة: "المادة ليس لها أصل في الوجود وليس لها أصل في البقاء" هذه على إطلاقها كلمة إلحادية فتقول: المادة مخلوقة من عدم، فكل شيء سوى الله فالأصل فيه العدم.

اما مسألة الفناء فقد تقدم التفصيل فيها، والله الموفق.



مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث - باب المناهي اللفظية.