هل ورد وصف الله بالمسامحة؟

السؤال: يرد في كلام بعض العلماء عبارة "سامحه الله" فهل ورد وصف الله بالمسامحه أو يقال عفا الله عنه أو لا مانع في الدعاء من استخدام هذه العبارات التي تصح من باب الخبر؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله؛ الذي ورد في نصوص الكتاب والسنة وصف الله بالعفو اسما وفعلا، قال تعالى: {إن الله كان عفوا قدير} وقال: {عفا الله عنك لم أذنت لهم}، {عفا الله عنهم إن الله غفور حليم} {ويعفو عن كثير}، ومعنى العفو عن المسيء أو المخطئ عدم مؤاخذته، ولولا عفو الله عن العباد لهلك من على وجه الأرض من الأحياء، قال تعالى: {ولو يؤاخذا الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}.

والمسامحة تقرب في المعنى من العفو، ولهذا يضعها كثير من العلماء في الدعاء موضع العفو، فيقولون (سامحه الله) مكان (عفا الله عنه) ويكثر ذلك في كتب التراجم، وأكثر ما ترد فيما يتعلق بحق المخلوق، فيقول الرجل لمن أساء إليه أو أخطأ في حقه: سامحك الله، وسامحه الله، وأما فيما يتعلق بحق الله فيقال: عفا الله عنه، وعلى هذا فالأولى مراعاة هذا الفرق، ويجوز استعمال كلٍّ من اللفظين مكان الآخر، وإن كان لفظ المسامحة لم يرد فيما أعلم في شيء من النصوص، ولكنها بمعنى العفو، فلا مانع من استعمال أحد اللفظين مكان الآخر، كما في الألفاظ التي يترجم بها من لغة إلى لغة، والله أعلم.
18-10-1431ه 27-9-2010

المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك