سئل عن قوله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن}

السؤال: سئل عن قوله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن}

الإجابة

الإجابة: وسئل الشّيخ رَحمَه الله عن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ‏} ‏[‏النساء‏:‏34‏]‏، وقوله تعالى‏:‏‏{‏‏وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا‏} إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ‏} ‏[‏المجادلة‏:‏11‏]‏، يبين لنا شيخنا هذا النشوز من ذاك‏؟‏

فأجاب‏:‏

الحمد لله رب العالمين،النشوز فى قوله تعالى‏:‏‏{‏‏تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ‏}‏‏:‏ هو أن تنشز عن زوجها فتنفر عنه، بحيث لا تطيعه إذا دعاها للفراش، أو تخرج من منزله بغير إذنه، ونحو ذلك مما فيه امتناع عما يجب عليها من طاعته‏.

‏‏ وأما النشوز فى قوله‏:‏‏{‏‏وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا}‏‏، فهو النهوض والقيام والارتفاع‏.‏ وأصل هذه المادة هو الارتفاع و الغلظ، ومنه النشز من الأرض وهو المكان المرتفع الغليظ، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏259‏]‏، أي نرفع بعضها إلى بعض، ومن قرأ ‏(‏ننشرها‏)‏ أراد نحييها، فسمى المرأة العاصية ناشزاً لما فيها من الغلظ والارتفاع عن طاعة زوجها، وسمى النهوض نشوزاً؛ لأن القاعد يرتفع عن الأرض، والله أعلم.



مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء الرابع عشر.