الإجابة:
أولاً: يجب على الوالد أن يحسن إلى أولاده ويستعمل معهم اللين في
وقته، والشدة في وقتها، فلا يكون شديدًا دائمًا، ولا يكون لينًا
دائمًا، بل يستعمل لكل وقت ما يناسبه، لأنه مُربٍّ ووالد، فيجب عليه
أن يستعمل مع أولاده الأصلح، دائمًا وأبدًا، إذا رأى منهم الإحسان لا
يشتد عليهم، وإذا رأى منهم الإساءة يشتد عليهم بنسبة تردعهم عن هذه
الإساءة، ويكون حكيمًا مع أولاده.
هذا هو الواجب عليه، فلا يقسو عليهم بما ينفرهم، ولا يشتد عليهم من
غير موجب ومن غير مبرر، بل يحسن أخلاقه معهم، لأنهم أولى الناس
بإحسانه وعطفه، وحتى ينشئوا على الدين والخلق والعادات السليمة.
أما إذا نفرهم بقسوته وغلظته المستمرة فإن ذلك مدعاة لأن ينفروا منه
وأن ينشئوا نشأة سيئة، فالواجب على الأب أن يلاحظ هذا مع أولاده،
لأنهم أمانة عنده وهو مسئول عنهم، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
أما واجبكم نحوه: فالإحسان والصبر على ما يصدر عنه، هو والدكم وله
الحق الكبير عليكم وأنتم أولاده، الواجب أن تحسنوا إليه، وأن تصبروا
على ما يصدر منه من قسوة فإن ذلك مدعاة لأن يتراجع، وأن يعرف خطأه.