علاج من أصيب بمرض نفسي وهواجس وأوهام

أنا شاب في التاسعة عشرة من عمري، أُعاني من مرض قد يكون هذا المرض نفسي، ويأتيني هذا المرض على صورة هواجس وأوهام بالموت، وأُحس بأن الموت سيقع على في الوقت نفسه أو في اللحظة نفسها، ثم أتعوذ من الشيطان وأقول لنفسي: إن الموت لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ولكن تزداد عليَّ الهواجس وتكثر عليَّ هذه الهواجس في الليل حتى أنني أحرم من النوم، ويستمر على هذا المنوال سماحة الشيخ، ويرجو منكم التوجيه والإرشاد جزاكم الله خيراً.

الإجابة

لا شك أن هذا من الشيطان, فالواجب عليك الإكثار من ذكر الله, وقراءة القرآن, والتعوذ بالله من الشيطان مع الإيمان بأن الموت له حد محدود يعلمه الله-سبحانه وتعالى- قد يأتي قبل وقته, فالموت لا فرار منه ولا محيص منه, وله وقت حده الله –سبحانه- لا يعلمه العباد, فعليك أن تستعد للقاء الله, وأن تستقيم على أمر الله, وأن تقوم بما ينبغي من طلب الرزق الحلال الذي أباحه الله, وأن تعرض عن هذا الشيء الذي يضرك, ولكن مع مراعاة أن الموت لا بد منه, وأن يشرع للمؤمن أن يستعد وأن لاينساه, المؤمن محتاج إلى ذلك حتى يستعد, وفي الحديث يقول- صلى الله عليه وسلم- : ( أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت), كون الإنسان يذكر الموت ويكون على باله ينفعه حتى يستعد للقاء الله, حتى يحذر الغفلة, حتى يحذر المعاصي, لكن ليس بهذا الشكل, هذا الشكل الذي يشغله عن طاعة الله, ويشغله عن النوم هذا من الشيطان, فعليك يا أخي أن تستعيذ بالله من الشيطان, وإذا آويت إلى فراشك تقرأ آية الكرسي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (البقرة:255), قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(الإخلاص:1)، والمعوذتين، وتقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاثاً ، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات, كل هذه من أسباب السلامة والعافية من الشيطان من هذه الوساوس, وكان النبي-صلى الله عليه وسلم-إذا اشتكى شيئاً ينفث في يده من النوم, ويقرأ قل هو الله أحد, والمعوذتين ثلاث مرات ينفث في كل مرة ويمسح بهما ما أقبل من جسده، على رأسه, ووجهه, وصدره, فيشرع لك أن تستعمل ذلك عند النوم, تقرأ (قل هو الله أحد), والمعوذتين, ثم تمسح بهما وجهك, وصدرك ثم تعيدها مرة ثانية وثالثة ، كما فعله النبي-عليه الصلاة والسلام-, مع الإكثار من ذكر الله, وقراءة القرآن, والتشاغل عن هذه الوساوس بشيء آخر.