تطويل الثوب من غير قصد الكبرياء

ما حكم تطويل الثوب من غير قصد الكبرياء؟

الإجابة

يحرم تطويله مطلقاً، لكن إذا كان على سبيل التكبر صار الإثم أعظم والجريمة أشد، وإلا فالإسبال محرم مطلقاً؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك وزجر عنه مطلقاً، قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار" ولم يقل بشرط التكبر، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثةٌ لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب", فتوعدهم بهذا الوعيد الشديد ولم يقل إذا كان متكبراً، أما ما جاء في حديث الصديق -رضي الله عنه- أنه قال: (يا رسول الله لما سمع الحديث إن إزاري يتفلت عليَّ إلا أن أتعهده، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنك لست ممن يفعله تكبراً", فهذا معناه أن هذا التفلت الذي يقع على الإنسان من غير قصده لا يضره، ولكن عليه أن يتعهده حتى لا ينفلت، أما إنسان يتعمد ترك ثيابه تحت كعبيه، فهذا متعمد مظنة الكبر، وإذا كان ما أراد الكبر فعمله سيئ ووسيلة إلى الكبر –أيضاً- وفيه إسراف وتعريض للملابس للأوساخ، والنجاسات، فالحاصل أن الإسبال محرم مطلقاً؛ لأن الأحاديث العامة تدل على ذلك، وإذا كان عن تكبر فهو أجزم وأعظم وأشد، وفي الحديث الصحيح يقول - صلى الله عليه وسلم -: (إياك والإسبال فإنه من المخيلة) سمى الإسبال كله مخيلة؛ لأنه مظنة الكبر، لماذا يسبل؟ الغالب على الناس التكبر والتعاظم، وإذا كان ما أراد هذا فهو وسيلة له، مع ما فيه أيضاً من الإسراف وتعريض الملابس للأوساخ، والنجاسات، ولهذا جاء عن عمر -رضي الله عنه- أن رأى شاباً قد أرخى ثوبه فقال: (يا عبد الله ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك). جزاكم الله خيراً