هل من الأفضل قراءة القرآن أم الإستماع الى المصحف المرتل و خاصة إذا كان الشخص لا ...

السؤال: هل من الأفضل قراءة القرآن أم الإستماع الى المصحف المرتل و خاصة إذا كان الشخص لا يجيد التجويد و هل أجرهما واحد؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله وبعد ؛
لا شك أن القراءة من المصحف أفضل من استماعه و أكثر ثوابا فقد ورد عن عبد الله بن مسعود قال : إن هذا القرآن مأدبة الله ، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن هو حبل الله الذي أمر به ، وهو النور البين ، والشفاء النافع ، عصمة لمن اعتصم به ، ونجاة لمن تمسك به لا يعوج فيقوم ولا يزوغ فيستعتب ولا تنقضى عجائبه ولا يخلق عن رد اتلوه فإن الله عز وجل يأجركم بكل حرف منه عشر حسنات لم أقل لكم (ألم) حرف ، ولكن (ألف) حرف (ولام) حرف (وميم) حرف
رواه عبد الرزاق (6017) ، والطبراني في الكبير (8646) ، وسنده صحيح . وقد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح ، وآخره وردعند الترمذي (2910)
عَنْ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ‏‏يَقُولُ :‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏« مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ
أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ : (الم) حَرْفٌ ، وَلَكِنْ (أَلِفٌ) حَرْفٌ (وَلَام)ٌ حَرْفٌ (وَمِيم) حَرْفٌ . »
قال الترمذي :‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الأمرين أي القراءة من المصحف والسماع له
عَنْ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ‏‏قَالَ :‏« قَالَ لِي ‏النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏اقْرَأْ عَلَيَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ . قَالَ : نَعَمْ فَقَرَأْتُ سُورَةَ ‏ ‏النِّسَاءِ ‏حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ : " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا " [ النساء : 41 ]‏ ‏قَالَ : حَسْبُكَ الْآنَ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ »
رواه البخاري (4306) ، ومسلم (800) .
ويختص السماع بوجوب الإنصات له كما قال تعالى : { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الأعراف : 204] , وهذا يشمل السماع لمن يقرأ بصوت مسجل أو بحضرته ، وكذلك المستمع يشارك القارىء في وجوب إخلاص النية والتدبر ، والتخلق بأخلاق القرآن , و الخشوع عند استماعه ، وغير ذلك من آداب القرآن .
فالجمع بين قراءة القرآن وسماعه أمر مطلوب من المسلم ، وينبغي له أن يكون أكثر حاله القراءة لأن ذلك الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حيث إن القراءة تشغل اللسان والقلب والعين . والله أعلم