راتبة الظهر والعصر

ثبت عن سيد المرسلين قوله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً) و (حرم الله النار على رجل صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعد الظهر)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فهل هذه الثمان الركعات التي هي قبل الظهر وبعده هي الراتبة، وهل الأربع الر

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالأربع الركعات التي قبل العصر تصلى بعد دخول الوقت؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله امرأً صلى أربعاً قبل العصر)، فظاهر الحديث أنها قبله يعني بعد دخول الوقت، وهذه ليست راتبة ولكنها مشروعة؛ لأن الرسول ندب إليها عليه الصلاة والسلام، ودعا لصاحبها، فهي سنة وقربة وطاعة بعد دخول الوقت، وتصلى ثنتين ثنتين هذا هو السنة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)، يعني ثنتين ثنتين هذا هو السنة، أما أربع قبل الظهر وأربع بعدها فإنه يدخل فيها الراتبة، الراتبة المحفوظة عنه صلى الله عليه وسلم أربع قبل الظهر وثنتان بعدها، جاء ذلك من حديث عائشة ومن حديث أم حبيبة ومن أحاديث أخرى، والمعنى تسليمتان قبل الظهر وتسليمة واحدة بعدها، وجاء في حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار)، وفي لفظ: (من صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها حرمه الله تعالى على النار)، فهذه الثمان يدخل فيها الراتبة، الست التي في الراتبة داخلة فيها، فإذا صلى أربعاً قبل الظهر وصلى أربعاً بعدها حصل بذلك المقصود، الراتبة وزيادة ركعتين، وكلها فيها فضل عظيم وخير كبير.