نصيحة لمن يعتمد في طلب العلم على الكتب

السؤال: من يحب دراسة الحديث والتفسير من الكتب، بماذا ينصح؟

الإجابة

الإجابة: إن الكتب لا يكفي الإنسان أن يقرأ فيها، لما فيها من الأخطاء في طباعتها وكتابتها، ولما فيها من الغموض في أساليبها، ومن الأخطاء العلمية أيضاً التي لا يخلو منها كتاب إلا كتاب الله جل جلاله، فلذلك يحتاج الإنسان إلى الرجوع إلى أهل العلم ومزاحمتهم بالركب، وبالأخص في علم الحديث، لأنه لا يمكن أن يتلقى إلا عن طريق الرواية، وقد قال أبو حيان رحمه الله:
يظن الغمر أن الكتب تهدي *** أخا فهم لإدراك العلوم وما يدري الجهول بأن فيها *** غوامض حيرت ذهن الفهيم إذا رمت العلوم بغير شيخ *** ضللت عن الصراط المستقيم وتلتبس الأمور عليك حتى *** تصير أضل من توما الحكيم
ولا شك أن التفسير ليس مثل الحديث، فإذا كان الإنسان معه مبادئ من اللغة العربية يستطيع بها تركيب الجمل ويستطيع أن يعبر عن أفكاره بالتركيب الصحيح لا يخطئ في النحو فيمكن أن يقرأ التفسير بالمقارنات والمتابعات، فيأخذ عدة تفاسير ويقارن بينها، ولا يحل له الاعتماد في التفسير على تفسير واحد لكثرة الخطأ في الكتب، لكن إذا وجد هذا التفسير في عدد من الكتب فقرأه في عدد من التفاسير حصلت لديه قناعة بأنه حق إذا كان هو ممن يستطيع التعبير باللغة العربية.

أما إذا كان ممن يرفع المفعول وينصب الفاعل ونحو ذلك فليس له الرجوع إلى الكتب ولابد أن يدرسها على الشيوخ.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.